تأثير درجات الحرارة المنخفضة على خطر الإصابة بالجلطات الدموية

علوم

التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة تزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية

18 كانون الأول 2022 20:29

إن تجلط أو تخثر الدم يمكن أن يكون سلاحا ذو حدين، حيث أن هذه التكتلات الدموية الهلامية يمكن أن تتشكل بمفهومها الجيد عند الإصابة بنزيف ما لإيقافه، لكنها في بعض الأحيان يمكن أن تشكل حالة صحية خطيرة على صحة الإنسان مما لا يجعلها موضع ترحيب على الإطلاق، خاصة إذا ما تطورت إلى جلطات دموية متشكلة في كل من الأوردة والشرايين والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية المعروفة بكونها مشاكل صحية مميتة، وإنه لمن المثير للقلق بشكل كبير أن انخفاض درجة الحرارة الخارجية يمكن أن يلعب دورا كبيرا في هذه العملية وفقا للعديد من الخبراء الصحيين.


أسباب الجلطات الدموية

فبداية من تناول النظام الغذائي غير الصحي ووصولا إلى بعض الأدوية، تتنوع عوامل الخطر المختلفة التي تحفز الجسم على حدوث الجلطات الدموية، وقد حذر البروفيسور مارك وايلي، خبير جراحة الأوردة ومؤسس عيادة وايتلي في المملكة المتحدة، من أن الطقس البارد قد يلعب دورا في جعل الدم أكثر لزوجة وعرضة للتجلط أيضا.  

التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة والجلطات الدموية

حيث قال البروفيسور وايتلي: " إن التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة ، كما هو الحال عندما يدخل الناس إلى مبنى دافئ مدفأ مركزيا بعد قضاء وقت طويل في البرد خارج المنزل ، يمكن أن يسبب إجهادا حراريا للجسم، وهذا يعني أنه يجب أنه يتعين عليه العمل بجدية أكبر للحفاظ على درجة حرارة ثابتة، والذي يكون له في العديد من الأحيان تأثير مباشر على لزوجة الدم مما يحفزه أكثر على التجلط".

ماذا تقول الدراسات ؟

استند البروفيسور وايتلي في استنتاجاته على دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة International Angiology العلمية المرموقة، والتي حذرت نتائجها من أن درجات الحرارة المنخفضة أظهرت ارتباطات مباشرة وواضحة بتجلط الأوردة العميقة (DVT) ، وهي حالة صحية تحدث عندما يكون تشكل الجلطة الدموية في وريد عميق.

انخفاض درجات الحرارة والجلطات الدموية

سلطت هذه الدراسة الضوء على المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى جراء إصابتهم بجلطات الأوردة العميقة في مدينة شنيانغ الصينية خلال فترة امتدت إلى عشرة سنوات، حيث أظهرت النتائج أن انخفاض درجة الحرارة المحيطة كان مرتبطا بظهور أعراض الإصابة بجلطات الأوردة العميقة بشكل مباشر، مع تأخر تأثيرات البرد لمدة تصل إلى أسبوع واحد في بعض الأحيان.

انخفاض درجات الحرارة وتصلب الشرايين

في حين أن هذه مجرد دراسة واحدة تسلط الضوء على هذا الارتباط ، إلا أن البروفيسور وايتلي قد أوضح أن بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية قد يكونون في خطر بشكل خاص، حيث قال :" بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين الشديد، فإن الطقس البارد يمكن أن يقلل تدفق الدم إلى القدمين ويزيد من أعراض الألم".

انخفاض درجات الحرارة وتمدد الأوعية الدموية

وأضاف:" أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني، فإن الطقس البارد وما يرتبط به من انخفاض في الضغط الجوي يزيد من خطر تمزق وانفجار الشرايين والأوردة أيضا. كما ويمكن أن تزيد النوبات القلبية عند الدخول إلى منطقة دافئة بعد قضاء وقت طويل في البرد أيضا ، وذلك لأن الانقباض المفاجئ للشرايين الصغيرة يؤدي إلى زيادة المقاومة ويزيد من العمل الذي يتعين على القلب القيام به لضخ الدم إلى باقي ارجاء الجسم".

كيف تحمي نفسك ؟

في حين أن الطقس البارد يمكن أن يبطئ من معدل ضخ الدم إلى جميع أرجاء الجسم ، إلا أن هناك تعديلات سهلة يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية خلال أشهر الشتاء الباردة والطويلة. وقد اقترح البروفيسور وايتلي اتباع خطة تمارين رياضية بسيطة لتقليل خطر الإصابة بمثل هذه الجلطات الدموية المرتبطة بالطقس البارد.

حيث قال:" من المهم أن تحافظ على نشاطك في الأشهر الباردة لأن هذا يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الدم والحفاظ على دفء الجسم، فيمكنك ببساطة الذهاب في نزهة سريعة بالخارج أو اتباع خطط التمارين في المنزل، كل هذا يمكن أن يساعد في تعزيز الحالة المزاجية وكذلك تحسين الدورة الدموية لديك".

وأضاف:" إن ممارسة اليوغا، المعروفة بكونها تمرين منخفض النشاط يعتبر أمرا جيدا بشكل خاص في تحسين الدورة الدموية، كما و تساعد حركات الانحناء والالتواء والشد في هذه الرياضة على تمدد وارتخاء الأوعية الدموية وبالتالي فك الضغط عنها، الأمر الذي يساعد في تعزيز الدورة الدموية أيضا".

انواع الجلطات الدموية وأعراضها

بينما يمكن أن تختلف أعراض الجلطات الدموية بناء على المكان الذي تكونت فيه على هيئة كتل هلامية، فقد شارك البروفيسور وايتلي بعض أشهر الأعراض الرئيسية التي يجب أن تكون على دراية بها لتتوجه إلى الطبيب المختص بمجرد ملاحظتها على الجسم.

حيث قال:" إذا كنت تعاني من جلطة دموية في ذراعيك أو ساقيك ، فقد تعاني من التورم والألم والخدر فيها ، بالإضافة إلى الاحمرار والإحساس بالدفء فوق موضع الجلطة. في حين أن الجلطات الدموية التي تتشكل في منطقة البطن يمكن أن تسبب آلاما شديدة في المعدة وتجعلك تعاني من كل من الإسهال والقيء ، بينما تلك الجلطات التي قد تحدث في القلب فهي يمكن أن تصيبك بمشاكل التنفس والإحساس بالألم والثقل في الصدر، بجانب كل من الغثيان والدوخة وزيادة التعرق".

وأضاف: " إذا أصيب شخص ما بجلطة دموية في رئتيه ، فقد يعاني من السعال الدموي و تسارع ضربات القلب وضيق في التنفس وألم حاد في الصدر والحمى. أما بالنسبة لجلطات الدم في الدماغ ، فتشمل الأعراض الرئيسية الصداع والدوار والإحساس بالوهن في عضلات الوجه و الخدر في ذراعيك وساقيك وكذلك صعوبة التحدث وضبابية الرؤية".


الديلي إكسبرس