ابتكار جهاز مراقبة طبي تنفسي جديد

علوم

جهاز طبي جديد يراقب أصوات التنفس بوحدة العناية المركزة

19 كانون الأول 2022 18:08

طور باحثين يابانيين جهازا طبيا جديدا يمكنه أن يكتشف أصوات التنفس غير الطبيعية للتنبؤ بما إذا كان المريض الراقد في وحدة العناية المركزة يعاني من مضاعفات في الجهاز التنفسي بعد إزالته من جهاز التنفس الصناعي أم لا ، مما ينبه فرق الرعاية الصحية إلى الحاجة إلى إجراء التدخلات الطارئة في مرحلة مبكرة بعد نزع الأنبوب لإنقاذ حياته على الفور.

جهاز المراقبة الطبي التنفسي الجديد

تم تصميم جهاز المراقبة الطبي الجديد هذا من قبل المتخصصين في طب الطوارئ والرعاية الحرجة بجامعة هيروشيما، وقد تم تدريبه وإنشاؤه بشكل مسبق باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل وتصور أصوات الجهاز التنفسي غير الطبيعية، وذلك بتمويل من الوكالة اليابانية للأبحاث الطبية والتطوير (AMED).

تحويل أصوات التنفس غير الطبيعية إلى قيم كمية

ففي دراستهم التجريبية المنشورة في مجلة المراقبة والحوسبة السريرية ، شرح الباحثون بالتفصيل كيف تم تحويل أصوات الجهاز التنفسي غير الطبيعية إلى قيم كمية، حيث أثبت جهاز المراقبة الجديد هذا أنه مفيد في التنبؤ بمضاعفات الجهاز التنفسي بعد نزع أنبوب التنفس الصناعي من المرضى، مشيرين إلى أنه يمكن أن يساعد المتخصصين في الرعاية الصحية في التنبؤ بفشل الجهاز التنفسي وحالات الطوارئ الأخرى التي تهدد الحياة لدى مرضى الجهاز التنفسي.

فشل الجهاز التنفسي

ووفقا للباحثين ، يحدث فشل الجهاز التنفسي لدى ما نسبته 10-20٪ من المرضى بعد نزع أنبوب التنفس في وحدات العناية المركزة ، مع معدل وفيات يتراوح ما بين 25-50٪ أيضا، قائلين أنه قد تمنع التهوية غير الغازية (NIV) ، مثل توصيل الأكسجين عبر قناع الوجه أو استخدام تقنية التنفس عبر الأنف عالية التدفق (HFNC) فشل الجهاز التنفسي والحاجة إلى إعادة المريض لجهاز التنفس الصناعي مرة أخرى. لكنهم أشاروا أيضا أن التكلفة المرتفعة لهذه الأجهزة تجعل من الصعب توفيرها لجميع المرضى في العناية المركزة للأسف.

أهمية التنبؤ باحتمالية فشل الجهاز التنفسي

إن التنبؤ باحتمالية فشل الجهاز التنفسي وصعوبات التنفس الأخرى مفيد في تحديد ما إذا كان المريض سيحتاج إلى التهوية غير الغازية أو تقنية التنفس عبر الأنف عالية التدفق غير المجدولة ، أو إعادة وصله على جهاز التنفس الصناعي ، أو حتى القيام بإجراء أكثر توغلا في الجسم مثل استئصال الغدة الدرقية أو ثقب الحلق لإنشاء مجرى هوائي.  

يقول نوبواكي شيم ، الأستاذ في كلية الدراسات العليا للطب الحيوي والعلوم الصحية بجامعة هيروشيما: "يحدث فشل الجهاز التنفسي في وحدة العناية المركزة بشكل متكرر ، لا سيما لدى المرضى الذين يتم فك أنبوب التنفس عنهم، ولكن كان هناك نقص في أجهزة المراقبة الكافية لاكتشاف مثل هذه التشوهات في وقت مبكر".

الاستماع إلى أصوات التنفس باستخدام سماعة الطبيب

كما وأشار شيم إلى أن الاستماع إلى أصوات التنفس باستخدام سماعة الطبيب ، يمكن أن يكون "طريقة بسيطة ومفيدة لتقييم حالة الجهاز التنفسي". ومع ذلك ، فهي "ذاتية وغير فعالة على المدى البعيد".

أهمية جهاز المراقبة الطبي التنفسي

والآن، يدعي الباحثين أن هذا الجهاز الجديد يحل هذه المشكلات من خلال توفير نظام مراقبة مستمر لأصوات الجهاز التنفسي وكذلك تحسين التشخيص من خلال مساعدة موظفي الرعاية الصحية في وحدات العناية المركزة في التقييم الموضوعي لحالة الجهاز التنفسي الخاصة بالمرضى.

آلية عمل جهاز المراقبة الطبي التنفسي الجديد

يقوم الجهاز بالتقاط جميع أصوات الجهاز التنفسي ، بما في ذلك الصرير والسعال والغرغرة والصفير والصراخ ، وذلك بواسطة جهاز استشعار داخلي مدمج به، كما ويتم تحويل هذه الأصوات إلى هيئة صورية أو رقمية بشكل مباشر على شكل مخطط طيفي.

شملت الدراسة 57 مريضا عانى ثمانية عشر منهم من فشل الجهاز التنفسي بعد فصل أنبوب التنفس في العناية المركزة ، مما تطلب تدخلات طبية في مجرى الهواء والتنفس في غضون 48 ساعة بعد ذلك، في حين كان الباقين لا يعانون من هذه المشكلة.

وفقا للباحثين ، لقد كانت النتائج مبشرة للغاية، وذلك لأن الجهاز تمكن من توضيح القيم الأعلى للأصوات الغريبة الصادرة عن أجهزة التنفس الخاصة بالمرضى الذين عانوا من فشل الجهاز التنفسي من قبل، في حين لم يطرأ أي تغيرات على القيم الخاصة بمجموعة الضبط الأخرى.

على الرغم من أن النتيجة التنبؤية لهذا الجهاز لا تزال بحاجة إلى التحقق من صحتها نظرا لصغر حجم عينة التجربة ، إلا أن الباحثين يعتقدون أن التقييم الموضوعي المستمر لأصوات الجهاز التنفسي الذي يتيحه هذا الجهاز قد يؤدي إلى زيادة سلامة المرضى في وحدات العناية المركزة بعد نزع أنبوب التنفس الصناعي عنهم.

clinical services journal (مجلة الخدمات السريرية)