أثبت باحثون خلال دراسة جديدة أجريت على مجموعة من المحاربين القدامى بقيادة الدكتور مارك لوجي، وجود بعض العوامل الإضافية التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر.
وعثر الباحثون خلال هذه الدراسة على وجود ارتباطات قوية، ما بين اضطراب ما بعد الصدمة وإصابات الدماغ الرضحية ومتغير محدد من جين APOE، مع زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ويقول الدكتور لوجي: "أظهرت نتائج الدراسة أنه إذا ورثت نسخة واحدة من جين APOE، فستكون في خطر متزايد للإصابة بمرض الزهايمر، وإذا ما ورثت نسختين منه، فذلك يعرضك للخطر بشكل أكبر بلا شك، حيث يزداد خطر الإصابة به مع تقدم العمر بالنسبة للذين يحملون الجين APOE، خاصة أولئك الذين يتراوح عمرهم ما بين 65 و 70 سنة."
إضافة إلى ذلك، أن خطر الإصابة بالخرف المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة والتعرض لإصابات الرأس مثل إصابات الدماغ الرضحية، عوامل مساعدة في ازدياد خطر الإصابة بالزهايمر لدى حاملي جين APOE وغير الحاملين له على حد سواء.
ووفقاً لما قاله الدكتور لوجي: "اعتدت أن أرى تأثيرات واضحة لجين APOE المحدد بالرزم E4، على خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى مختلف الفئات العمرية كبيرة السن، ومع ذلك، في هذه المجموعة التي أجرينا عليها الدراسة، كانت آثار اضطراب ما بعد الصدمة وإصابات الدماغ واضحة تماماً وبدا أنها مشابهة لتأثير جين E4 أيضاً."
علاقة الجينات بالإصابة بمرض الزهايمر
تلعب الجينات دوراً كبيراً في خطر الإصابة بمرض الزهايمر، لكن هذه الدراسة أثبتت أن الجينات ليست العامل الوحيد المحفز للإصابة بهذا المرض العقلي المرتبط بالتقدم في العمر.
ويقول الدكتور لوجي: "في الوقت الحالي، لا يمكن لأي اختبار جيني أن يخبرك ما إذا كانت إصابتك بمرض الزهايمر مؤكدة أم لا، حيث يمكن أن تقدم الاختبارات مجرد تقدير لاحتمالية إصابتك بالمرض، والذي قد يكون أعلى أو أقل من المتوسط في العادة. وقد أظهرت دراستنا هذه أن التقديرات ستكون أكثر دقة إذا ما اشتملت على ما هو أكثر من مجرد العمر وعلم الوراثة."
ويقترح الدكتور لوجي أن إصابات الدماغ الرضحية السابقة واضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في خطر الإصابة بالزهايمر والخرف على حد سواء.
عوامل خطر الإصابة بمرض الخرف
سبق أن سلطت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الضوء على عوامل الخطر المعروفة الأخرى التي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص بمرض الزهايمر، والمعروف بكونه أحد أخطر أشكال مرض الخرف التي يمكن أن تصيب الشخص في مراحل متقدمة من العمر، مشيرة إلى أن بعض تلك العوامل لا يمكن تعديلها أو التعامل معها على الإطلاق، فعلى سبيل المثال، يتضاعف احتمال إصابة الشخص بمرض الزهايمر بعد سن 65 عام كل خمس سنوات.
أما بالنسبة لعوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر الأخرى القابلة للتعديل ويمكن التعامل معها، فإنها تشمل كلاً مما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
- السمنة والوزن الزائد.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أن عوامل الخطر المعتادة للإصابة بمرض الزهايمر تشمل بعض السلوكيات اليومية أيضاً، بما في ذلك التدخين والإفراط في شرب الكحوليات وتناول الأطعمة المصنعة التي تزيد من خطر معاناة الشخص من السمنة المفرطة.
نصائح لتقليل الإصابة بالزهايمر
قدمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بعض النصائح البسيطة للمساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، والتي يمكن للجميع تطبيقها على روتين الحياة اليومية للحصول على صحة أفضل والوقاية من الإصابة بهذه المشكلة العقلية الخطيرة، بما في ذلك:
- الاقلاع عن التدخين.
- التقليل من كميات الكحول التي تشربها.
- الالتزام بنمط حياة صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- القيام بفحوصات صحية منتظمة.