يعد ضغط الدم أو "القاتل الصامت" أحد أخطر المشكلات الصحية العالمية، حيث يصيب نحو 20% من البالغين حول العالم، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي إذا لم يتم التحكم فيه.
ومن خلال دراسة جديدة من جامعة ليدز في بريطانيا وجد الباحثون دليلا آخر على أن التعرض طويل الأمد للستيرويدات عن طريق الفم قد يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، خاصة لدى مرضى الالتهابات المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الأمعاء الالتهابية.
الستيرويدات بين الفوائد والأخطار
الستيرويدات (أو الجلوكوكورتيكويدات) توصف غالبا لعلاج الالتهابات المزمنة، حيث تعمل على تقليل التورم وكبح الاستجابة المناعية لكن رغم فعاليتها، فإن استخدامها لفترات طويلة أو بجرعات عالية يرتبط بآثار جانبية، أبرزها ارتفاع ضغط الدم.
حيث اعتمدت الدراسة على تحليل السجلات الطبية لأكثر من 71 ألف مريض من 389 عيادة عامة في إنجلترا، جميعهم يعانون من أمراض التهابية مزمنة ويتناولون الستيرويدات عن طريق الفم، ووجد الباحثون أن 35% من المرضى (نحو 25 ألف شخص) تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم خلال فترة الدراسة، فكلما زادت الجرعة التراكمية للستيرويدات، ارتفع خطر الإصابة بارتفاع الضغط ما يشير إلى علاقة طردية واضحة، وإن أكثر الأمراض شيوعا بين المشاركين كانت أمراض الأمعاء الالتهابية (35%) والتهاب المفاصل الروماتويدي (28%).
ضخامة العينة وأهمية البيانات الواقعية
وقد تميزت هذه الدراسة بـ:
1. ضخامة العينة واعتمادها على بيانات واقعية من الممارسات الطبية الروتينية.
2. تقديم أدلة أقوى على الارتباط بين الاستخدام المزمن للستيرويدات وارتفاع الضغط، بعد أن كانت الدراسات السابقة غير حاسمة.
كما دعت الدكتورة مار بوجاديس-رودريجيز قائدة الفريق البحثي إلى مراقبة ضغط الدم بانتظام للمرضى الذين يتناولون الستيرويدات خاصة مع الاستخدام طويل الأمد، وتعديل جرعات الدواء أو اتباع إجراءات وقائية مثل تحسين نمط الحياة عند اكتشاف ارتفاع الضغط مبكرا.