اعتبرت الصحافية ايناس كريمة، بأن اسم قائد الجيش جوزيف عون قد برز في الأسابيع الأخيرة، في ظل مساعي القوى السياسية للتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي مقال لها على موقع لبنان 24، بينت كريمة بأن التسريبات تحدثت عن أن عون بات يملك الحظوظ الاكبر للفوز بهذا الاستحقاق وإن كانت عملية انتخابه قد تتأخر لأسابيع او أشهر إضافية ربطاً بالتطورات المتسارعة في كل من الساحات الإقليمية والدولية والمحلية.
وبحسب الصحافية كريمة فإن حظوظ قائد الجيش تنبع من قربه من المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن العديد من الدول المعنية بالملف اللبناني كفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر وغيرها لا تمانع، بل وتؤيد وصوله إلى قصر بعبدا، باعتباره شخصية قادرة على تلبية العناوين المرتبطة بمكافحة الفساد والتي ترفعها هذه الدول كمطلب رئيسي قبل أي تفاوض حول مستقبل لبنان الاقتصادي.
ورأت كريمة بأن هذه الدول تعمل بشكل أساسي على إيجاد حلّ واقعي يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية غير محسوب على حزب الله، وإذا كان إيصال شخصية سياسية تقف في وجه الحزب أمراً شبه مستحيل، ما ظهر جلياً من خلال تراجع حظوظ رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، فإن دول القرار تسعى للبحث عن شخصية غير استفزازية تتوافق عليها كل القوى السياسية وبالتالي تسهّل وصولها الى سدة الرئاسة.
ووفق كاتبة المقال فإن مصادر سياسية مطلعة ترى بأن ترشيح عون يحظى بقبول غالبية القوى السياسية المعارضة لـ حزب الله في الداخل اللبناني، لكنه في الوقت نفسه يلقى رفضاً عنيداً من قِبل التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. أما في ما يتعلّق بـ "الثنائي الشيعي" فإن عون لا يشكّل لديه أي إشكالية، إلا أنه يتمسّك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية دون غيره من الشخصيات.
وأوضحت كريمة بأن كل ذلك يعني أن عون قد تقدّم خطوة الى الأمام في ظلّ رغبة جدية بإنهاء الفراغ والوصول الى حلّ وسط، لكن يبدو أن أمامه جدارا متينا يتمثل ببلوك "الثنائي الشيعي" الذي حتماً لن يصوّت له، ما يعرقل وصوله إلى قصر بعبدا، خصوصاً وأنه من غير الممكن أن يؤمّن وحده مدعوماً بغالبية القوى السياسية أكثرية النصف زائداً واحداً.
وخلصت الصحافية كريمة إلى أن إيصال عون بات يحتاج إلى حراك جدّي من قِبل بعض الدول التي مهمّتها التواصل مع كل القوى السياسية اللبنانية، وخصوصاً فرنسا، لكن الفرنسيين حتى اللحظة لم يطرحوا أي اسم أمام "حزب الله" في ظل حرص دولي شديد على عدم دفع لبنان نحو الفوضى السياسية والأمنية والانهيار التام، وكل ذلك يعني أن تراجع حظوظ فرنجية أو مؤشراته في المعركة الرئاسية يترافق مع تقدم بفارق بسيط لدى قائد الجيش. فمن يحسمها؟
المصدر: لبنان24