اللبنانيون يترحمون على ودائعهم

أخبار لبنان

إفلاس مصارف وودائع تتبخر....ترقب ورصد لمفاعيل الاتفاق السعودي الإيراني على لبنان

14 آذار 2023 09:33

كتبت صحيفة "الشرق" تقول: في الشكل والمضمون، تقاطعت نكبة اللبنانيين المصرفية مع نظرائهم في المواطنة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا

مصيبة واحدة تجمعهم إفلاس مصارف وودائع تتبخر. لكن مصائب اللبنانيين في كفة وكل مصائب العالم في كفة أخرى. اذ في وقت تبشّر حكومة لبنان المودعين بشطب ودائعهم بشحطة قلم، بعدما "مصّت" دماءهم حتى النقطة الأخيرة واستنزفت أعصابهم بالقضاء على مدخّراتهم وجنى العمر، سارعت الحكومة الأميركية إلى استيعاب الصدمة وطمأنت المودعين، طبعا ليس على الطريقة اللبنانية، بأن أموالهم ستُحصّل وافلاس بنك سيليكون فالي لن يتحملوا هم تداعياته، وقد بوشرت أمس المعالجات في اجتماعات متعاقبة للمصرف المركزي الأميركي والأحتياطي الفدرالي وعلى مستوى الولايات المتحدة ككل من خلال سياسة الدمج والاستيعاب.

ببساطة هكذا يكون تعاطي الدول مع الأزمات. فواشنطن لا تنتظر اتفاقا سعوديا - إيرانيا لتنتخب رئيسا ولا رفع يد حزبية عن حقيبة لتشكيل حكومة ولا أمر عمليات من الخارج لتجري انتخاباتها ولا اتفاق الأضداد لحل أزمة مالية.

الإنهيار المالي يشتد وقد بلغ سعر صرف الدولار الـ95 ألف ليرة اليوم، وارتفعت أسعار المحروقات مجددا إذ بلغ سعر صفيحة البنزين 1713000، وذلك عشية بدء المصارف اضراب غدا. مصرفيا ايضا، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل إلى لبنان أمس. إلى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا غدا ايضا.

وفيما يترحم اللبنانيون على ودائعهم، ويلعنون ساعة وُلدوا في بلد سلبهم كل حقوقهم وما زال يطالبهم بالواجبات، تبقى الساحة المحلية في حال ترقب ورصد لمفاعيل الاتفاق السعودي - الإيراني على الواقع السياسي عموما والرئاسي خصوصا، علّه يفتح باب فرج يضع حدا للانهيار المتتالي فصولا.

الملف حضر أمس في عين التينة، اذ استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستشهد السفير بخاري بما "يردده الرئيس بري، بالدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة"، لافتا إلى "أن المرحلة الراهنة تستوجب الأحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائما على الإرادات الخيرة". ولدى مغادرته، قال ردا على سؤال عما أذا كان هناك أي شي إيجابي للبنان: شي أكيد.

و في المقابل، أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية".

وسط هذه الأجواء، وعشية مغادرته إلى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الراعي صباحا في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي إلى الفاتيكان للاجتماع بقداسة البابا فرنسيس. و قال قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين، إنّ "ربيع لبنان قريب إن شاء الله".





المصدر : صحيفة الشرق