الهواء الذي نتنفسه يرفع نسبة الإصابة بالأكزيما

علوم

تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بالأكزيما

29 آذار 2023 13:06

ارتفعت معدلات الإصابة بالأكزيما "التهاب الجلد التأتبي" في الولايات المتحدة منذ السبعينيات وحتى الآن، وقد وجد باحثو المعاهد الوطنية للصحة مواد كيميائية معينة منتشرة في "البقع الساخنة" التي تظهر معدلات أعلى للإصابة بالأكزيما.

تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بالأكزيما

يمكن أن تسبب المواد الكيميائية التي تنبعث من عوادم السيارات وتستخدم في صنع مجموعة متنوعة من المنتجات الشائعة كالألياف اللدنة والإسفنج المريح، الأكزيما في مرحلة الطفولة، وذلك وفقاً لبحث جديد صادر من المعاهد الوطنية للصحة.

وقال الدكتور "إيان مايلز" رئيس وحدة أبحاث الظهارة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في مختبر علم المناعة السريري والأحياء الدقيقة: "لدينا بيانات قوية تثبت أن الملوثات من المحتمل جداً أن تكون وراء زيادة حالات التهاب الجلد التأتبي".

والتهاب الجلد التأتبي المعروف أكثر باسم "الأكزيما"، هو حالة جلدية التهابية تسبب الحكة بشكل لا يطاق ويصيب 31.6 مليون أمريكي، ويبدأ المرض تقريباً في السنة الأولى من العمر، ويبلغ ذروته في مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك وفقاً لجمعية الأكزيما الوطنية، ويمكن أن تشتد الحالة حتى عند البالغين بفعل مسببات الحساسية مثل الحيوانات الأليفة والعطور والأصباغ والطعام.

أسباب الإصابة الأكزيما

تلعب الوراثة دوراً أساسياً بالإصابة بمرض الأكزيما، لكن حدوثه ارتفع بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف في البلدان الصناعية منذ السبعينيات، مما جعل الخبراء مقتنعين بأن شيئاً ما في البيئة كان سبب الزيادة الهائلة.

وقد ذهب "مايلز" وفريقه إلى "البقع الساخنة" للإكزيما في جميع أنحاء أميركا، وهي الأماكن التي تعالج فيها العيادات أعداداً أكبر من مرضى الأكزيما، ودرسوا السموم في البيئة المحيطة، ووجدوا أن بعض المواد الكيميائية التي تسمى "ثنائي أيزوسيانات" و"أيزوسيانات" هي أكثر انتشاراً في هذه البقع الساخنة من باقي المناطق التي لا تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بالأكزيما.

ويُستخدم ثنائي الأيزوسيانات في عملية تصنيع العديد من منتجات البولي يوريثان، مثل المواد اللاصقة والسجاد والأقمشة المصممة لتكون قابلة للتمدد أو المقاومة للعوامل الجوية.

هل تسبب المواد الكيميائية ظهور الأكزيما؟

وبغض النظر عن التعرض لهذه المواد من قبل عمال المصانع، تقول وكالة المواد السامة وسجل الأمراض "وهي جزء من مركز السيطرة على الأمراض": "إن المواد الكيميائية من غير المحتمل أن تكون سامة في منتجات "البولي يوريثين" بعد أن تم معالجة هذه العناصر أو تجفيفها بشكل مناسب من قبل الشركة المصنعة، لكن أبخرة عوادم السيارات الحديثة هي التي ربما كانت ترفع معدلات الأكزيما على مدار الخمسين عاماً الماضية، وذلك بسبب أجهزة المحول الحفاز الذي تحتويه تلك السيارات".

ويعمل المحول الحفاز من خلال القضاء على العديد من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البنزين، لكنها في هذه العملية تنتج الأيزوسيانات كمنتج ثانوي، حيث أصبحت المحولات الحفازة إلزامية لجميع المركبات في الولايات المتحدة في عام 1975، بالتزامن مع بداية ارتفاع عدد حالات الأكزيما.



المصدر: مجلة Science Advances