تلوث الهواء يفاقم تلف الشرايين ويعجل بأمراض القلب

تحذير صادم تلوث الهواء يدمر شرايينك في صمت كيف تحمي قلبك تحذير صادم تلوث الهواء يدمر شرايينك في صمت كيف تحمي قلبك

في دراسة بحثية جديدة سلط العلماء الضوء على الدور الخطير لتلوث الهواء في إثارة وتفاقم تصلب الشرايين، أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم، حيث وجد الباحثون أن التعرض حتى لمستويات منخفضة من الملوثات وخاصة الجسيمات الدقيقة (PM2.5) يحدث تغيرات ضارة في الأوعية الدموية عبر آليات متعددة تشمل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

الخلفية العلمية

تعد أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) السبب الأول للوفيات عالميا، حيث تتسبب في أكثر من 20 مليون حالة وفاة سنويا وعلى الرغم من انخفاض معدلاتها النسبية، تستمر الأعداد المطلقة للوفيات في الارتفاع بسبب زيادة الشيخوخة السكانية.

فتصلب الشرايين هو حالة تتراكم فيها الدهون والخلايا الالتهابية في الجدران الداخلية للشرايين، مما يؤدي إلى تكون لويحات قد تتمزق فجأة مسببة نوبات قلبية أو سكتات دماغية، وبينما تعرف عوامل الخطر التقليدية مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم، يبرز الآن تلوث الهواء كعامل خطر بيئي رئيسي.

كيف يسرع التلوث تصلب الشرايين

تنتج الجسيمات الدقيقة (PM2.5) من عوادم السيارات والصناعة وتخترق مجرى الدم، مما يزيد سماكة جدران الشرايين (مثل الشريان السباتي) وترسب الكالسيوم في الشرايين التاجية، هذا التلوث يحفز إفراز جزيئات التهابية مثل TNF-α تجذب خلايا مناعية تزيد تراكم الدهون في الشرايين مما يسبب التهابات مزمنة، كما يضعف التلوث فعالية الكوليسترول الجيد (HDL) ويرفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL المؤكسد) مما يؤدي إلى اختلال وظيفة الكوليسترول فتفقد الشرايين مرونتها ويزيد احتمالية تجلط الدم بسبب تلف البطانة الوعائية.

نتائج مثيرة للقلق

رُبط تلوث الهواء بـ 7-9 ملايين وفاة مبكرة سنويا 70% منها بسبب أمراض قلبية، وإن التعرض للتلوث في مراحل العمر المبكرة (حتى أثناء الحمل) قد يسبب تغيرات وعائية لدى الأطفال، كما أن تلوث الهواء يحول اللويحات إلى أشكال غير مستقرة أكثر عرضة للتمزق.

وهنا دعا الباحثون إلى:

1. تعزيز المراقبة الشخصية للملوثات عبر أجهزة قياس محمولة.

2. دراسات طويلة المدى في البلدان منخفضة الدخل، حيث معدلات التلوث مرتفعة.

3. بحث تأثير ملوثات ناشئة مثل الميكروبلاستيك وجسيمات احتكاك الإطارات.

4. تقييم سياسات الحد من الانبعاثات مثل المناطق منخفضة التلوث.

في الختام يؤكد هذا البحث أن تحسين جودة الهواء ليس خيارا بل ضرورة صحية ملحة، ومع تزايد الأدلة يصبح الحد من التلوث استثمارا حيويا في الوقاية من أمراض القلب التي تثقل كاهل الأنظمة الصحية عالميا.