تأثير مدمر محتمل لظاهرة "الدورة الحرارية الملحية"

منوعات

ذوبان الجليد في القطب الجنوبي سيؤدي إلى إبطاء التيارات البحرية الحيوية للمحيطات

4 نيسان 2023 15:02

تُظهر النماذج الحديثة أن التيارات البحرية الحيوية يمكنها أن تتباطأ بأكثر من 40 في المائة في غضون 30 عاماً القادمة، مع آثار مدمرة محتملة على قدرة المحيطات على تخزين الكربون.

تأثير مدمر محتمل لظاهرة "الدورة الحرارية الملحية"

عندما يذوب الجليد في القطب الجنوبي، يصب كل هذا الماء العذب في المحيط، ويسبب تقليل ملوحته، وهذا بدوره يبطئ بشكل كبير التيارات التي تحمل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والمغذيات عبر البحر وحول العالم، مثل الحزام الناقل.

قامت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة الطبيعة بنمذجة تأثيرات هذه الظاهرة، المسماة بالدورة الحرارية الملحية، على أعمق تيارات المحيطات، لا سيما في نصف الكرة الجنوبي، ووجدت الدراسة أن العالم على وشك مواجهة تباطؤ كارثي محتمل، والذي يمكن أن يكون له تأثير مدمر على تغير المناخ، والنظم البيئية البحرية، واستقرار الجليد في القطب الجنوبي.

تيار القطب الجنوبي سيتباطأ في الثلاثين عاماً القادمة

يقول الباحث الرئيسي "ماثيو إنغلاند" عالم المحيطات وعالم المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز: "تظهر نماذجنا أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون العالمية بالمعدل الحالي، فإن تيار القطب الجنوبي سيتباطأ بأكثر من 40 في المائة في الثلاثين عاماً القادمة، وعلى مسار يبدو أنه يتجه نحو الانهيار".

اكتشف الباحثون أن هذه التيارات هي في أضعف سرعة لها منذ أكثر من ألف عام، وعلى الرغم من أن العلماء كانوا يناقشون إمكانية التوقف التام لهذه التيارات في غضون قرون، وجدت الدراسة أن مثل هذا السيناريو يمكن أن يحدث بحلول نهاية القرن الحالي.

أهمية التيارات البحرية للمحيطات

تلعب هذه التيارات دوراً أساسياً في صحة المحيطات من خلال تدوير المياه من السطح إلى الأعماق وبالعكس، وبالإضافة إلى حمل الحرارة والأكسجين والمغذيات للحفاظ على تغذية النظام البيئي البحري، فإنها تلعب دوراً مهماً في عزل الكربون من الغلاف الجوي في أعماق البحار، وقال إنغلاند: "إذا كان للمحيطات رئتان، لكانت هذه التيارات واحدة منها".

الآثار المناخية الناتجة عن تباطؤ التيارات البحرية

لكن التدفق المتزايد للمياه العذبة بسبب ذوبان الجليد يقلل من ملوحة مياه البحر وكثافتها، وهذا يخفف من دافعة أرخميدس مما يضعف حركة المياه باتجاه الأسفل، وبالتالي الدورة الحرارية الملحية أي إبطاء حركة المياه التي تأخذ الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه بالقرب من القاع، مما يحد من قدرة المحيط على امتصاص المزيد من غازات الاحتباس الحراري، ويعتقد الباحثون أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المياه العميقة في المحيطات الجنوبية ويمكن أن يخلق حلقة ردود فعل مترابطة، حيث يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه إلى زيادة كمية الجليد الذائب، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من المياه العذبة في البحر.

وبعيداً عن الآثار المناخية، فإن تباطؤ هذه التيارات سوف يمنع تدفق المغذيات عبر الطبقات البحرية، مما يؤثر على السلسلة الغذائية والعوالق النباتية المنتجة للأكسجين، ويمكن أن تؤدي المياه الدافئة الناتجة إلى تغيير أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى آثار سيئة على الزراعة. 

المصدر: مجلة الطبيعة