تم ربط استنشاق الهواء الملوث بزيادة خطر الإصابة بالخرف، مما يؤكد ضرورة اتخاذ تدابير أكثر صرامة لجودة الهواء للوقاية من حالات مثل مرض الزهايمر الذي يصيب ملايين الناس.
الهواء الملوث مرتبط باحتمال الإصابة بالخرف
يعاني حوالي 57 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف، ولا يوجد علاج لهذا المرض، بمن فيهم المصابون بمرض الزهايمر، الذي يصيب حوالي 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها.
يرتبط التعرض المزمن للهواء الذي يحتوي على مستويات عالية من الجسيمات الدقيقة باحتمال أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً للباحثين في كلية هارفارد للصحة العامة الذين أجروا تحليلًا لـ 14 دراسة سابقة، وحتى عندما كان متوسط المستويات السنوية للجسيمات أقل من معيار وكالة حماية البيئة الأمريكية، أي 12 ميكرو غرام لكل متر مكعب من الهواء، استمرت العلاقة بين تلوث الهواء والخرف.
تخفيض التلوث يقلل معدلات الخرف
قال "مارك فايسكوف" أستاذ علم الأوبئة البيئية وعلم وظائف الأعضاء في جامعة هارفارد، والذي ساعد في كتابة الدراسة التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة BMJ الطبية: إن تخفيض المستويات السنوية بمقدار 2 ميكروغرام فقط لكل متر مكعب يجب أن يؤدي إلى انخفاض معدلات الخرف".
وقال فايسكوف: "نستطيع أن نقول بكل بساطة أنه كلما انخفض التلوث انخفضت المخاطر"، وقال: إنه في حين أن الأفراد ليس لديهم أي طريقة للسيطرة على تعرضهم لمثل هذه الملوثات، فإن المنظمين لديهم قدرة كبيرة على تخفيض التلوث.
الجسيمات الدقيقة PM2.5 الموجودة في الهواء مرتبطة بالعديد من الأمراض
وفي كانون الثاني، اقترحت وكالة حماية البيئة تغيير معايير الجسيمات الدقيقة السنوية إلى ما بين 9 إلى 10 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء، بدلاً من 12 ميكروغرام حالياً، حيث تمتلك دول أخرى، مثل المملكة المتحدة، معايير أكثر مرونة، وللمقارنة، فإن تدخين سيجارة واحدة يومياً يسبب تقريباً تلوثاً بمستوى 22 ميكرو غرام لكل متر مكعب من الهواء.
تتكون الجسيمات الدقيقة، المعروفة أيضاً باسم PM2.5، من أجزاء تقارب 30 بالمائة من قطر شعرة الإنسان، ويسمح لها صغر حجمها بالاستقرار في أعماق الرئتين وأن تشق طريقها إلى الدم، وفقاً لوكالة حماية البيئة، وتم ربط التعرض لهذه الجسيمات بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 وسرطان الرئة، بالإضافة إلى الوفاة المبكرة.
المصدر: مجلة BMJ