وافقت الحكومة البريطانية مؤخراً على التطوير التجاري للأغذية المعدلة وراثياً في إنكلترا، يمكن قريباً أن نرى طعاماً ألذ وأفضل في السوبر ماركت.
التعديل الجيني للمحاصيل التجارية
غالباً ما توصف "الأطعمة الخارقة" بأنها مفيدة للغاية لصحتنا، لكن هذا المفهوم هو في الغالب مجرد دعاية تسويقية مصممة لبيع فواكه وخضروات باهظة الثمن وغريبة بدلاً من تزويدنا بأي فوائد فعلية، ومع ذلك، مع الموافقة الآن على التعديل الجيني من قبل الحكومة البريطانية لاستخدامه في المحاصيل التجارية في إنكلترا، قد يكون كل هذا على وشك التغيير.
التعديل الجيني للمحاصيل ينتج أغذية أكثر فائدة
يعد التحرير الجيني أو التعديل الجيني، أسرع وأرخص من تقنيات التربية التقليدية وأقل إثارة للجدل من الأطعمة المعدلة وراثياً GMO، هذا لأنه، وبدلاً من إدخال جينات كاملة من خارج النبات، كما هو الحال مع النباتات المعدلة وراثياً، يسمح تحرير الجينات بإجراء تغييرات صغيرة وموجهة لتغيير التركيب الجيني للمحاصيل الموجودة بمهارة، مما يسمح لنا بإنتاج أغذية بخصائص مختلفة.
نعلم جميعاً أن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مفيدة لنا، لكن معظم الناس لا يأكلون الكمية أو النوعية الموصى بها لصحة جيدة، وتتمثل إحدى الأفكار الكامنة وراء المحاصيل المعدلة وراثياً في أنه يمكن زيادة مستويات المغذيات في بعض الفواكه والخضروات، مما يسهل علينا تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
فوائد التعديل الجيني للمحاصيل
في الواقع، تم بالفعل إنتاج الكثير من المحاصيل القائمة على هذه الفكرة، وأحد الأمثلة على ذلك هو فول الصويا وبذور اللفت التي تم تعديلها بجين واحد تم تثبيته لإنتاج دهون صحية، مما يجعل زيوتهما أشبه بزيت الزيتون، وبالمثل، تم تعديل الموز والأرز بحيث تحتوي على كمية إضافية من فيتامين A، كما تم إثراء المحاصيل الأخرى بفيتامين E والحديد والزنك باستخدام تعديلات صغيرة فقط على الجينات الموجودة.
تم تحديد هذه العناصر الغذائية كأهداف مبكرة لأنها تمثل أوجه قصور رئيسية في النظم الغذائية لكثير من الناس، لكن التعديل الذكي قد يعني أننا نحتاج إلى كميات أقل من الفواكه والخضروات، لذلك لن نضطر إلى التركيز كثيراً على الوصول إلى تناول الكميات الكبيرة نفسها، تخيل مثلاً أن تأكل تفاحة يمكنها أن توفر لك جميع احتياجاتك اليومية من الفيتامينات والمعادن، بحيث يمكن لتفاحة واحدة في اليوم أن تبقي الطبيب بعيداً عنك بالفعل.
المصدر: بي بي سي العلوم