العزلة الاجتماعية تضاعف خطر الإصابة بالخرف وتساهم في التدهور المعرفي

العزلة الاجتماعية تؤدي إلى الخرف

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز أن الزواج أو الدخول في علاقة لا يقلل بالضرورة من خطر الإصابة بالخرف في الدول الغربية، لكن وجود شخص يمكننا أن نثق فيه يمكنه أن يفعل ذلك.

العزلة الاجتماعية تؤدي إلى الخرف

وجدت الدراسة أيضاً أنه من أجل حياة أطول، فإن الانخراط في الحياة الاجتماعية هو الأمر الأكثر أهمية.

من المعروف بالفعل أن علاقاتنا مهمة، ليس فقط لصحتنا العاطفية، ولكن لصحة عقولنا، وفي الواقع، وفي عام 2020، أرجع بحث نُشر في مجلة لانسيت أن 4 في المائة من حالات الخرف في جميع أنحاء العالم سببها هو العزلة الاجتماعية.

ما لم يكن واضحاً هو ما إذا كان نوع العلاقة قد أحدث فرقاً وما مقدار التفاعل الذي نحتاجه حتى تعود هذه العلاقات بالفائدة علينا.

فوائد الحياة الاجتماعية

ولذلك، وبالنسبة للدراسة الجديدة، التي نُشرت مجلة الزهايمر والخرف، أجرى الباحثون تحليلاً تلوياً "شاملاً" لـ 13 دراسة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا، بالنظر إلى أكثر من 39000 شخص تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

وعلى وجه التحديد، نظروا إلى نوع العلاقة، سواء كانت تقدم الدعم الاجتماعي العام أو شخصاً يمكنهم أن يثقوا به، وعدد المرات التي تواصل فيها المشاركون في تلك العلاقات.

ووجدوا أن رؤية الأصدقاء أو العائلة مرة واحدة على الأقل شهرياً أو مرة واحدة في الأسبوع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى النصف، كما أن نوع العلاقة مهم أيضاً.

الوقاية من الخرف من خلال وجود صديق مقرب

قال المؤلف الرئيسي "الدكتور سوراج سامتاني" وهو عالم نفس سريري وباحث في مركز شيخوخة الدماغ الصحية في جامعة نيو ساوث ويلز: "كان وجود صديق مقرب عاملاً قوياً للغاية في الحد من مخاطر الإصابة بالخرف، لم يكن الأمر يتعلق فقط بعدد مرات الاجتماع، ولكن ما إذا كان لديك شخص تفتح قلبك له".

الزواج يقلل خطر الإصابة بالخرف

ومن المثير للاهتمام، أنه في الدول الآسيوية فقط يبدو أن الزواج أو الدخول في علاقة يقلل من خطر الإصابة بالخرف.

يقول سامتاني أن هذا قد يكون مرتبطاً بوصمة العار المرتبطة بعدم الزواج في الثقافة الآسيوية.

وعلى النقيض من ذلك، لم يكن الزواج مؤشراً مهماً في الدول الغربية، لكن المشاركة الاجتماعية المنتظمة والشعور بالدعم الاجتماعي كانا كذلك، كما تشير الأستاذة المشاركة "فيونا كومفور" الخبيرة في علم الإدراك الاجتماعي والخرف في جامعة سيدني.

وتقول كومفور، التي لم تشارك في الدراسة: "هناك اعتراف متزايد بأننا لا نستطيع اتباع نهج واحد يناسب الجميع، وقد يستفيد الأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة من أنواع مختلفة من الدعم، وهذا مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعيشون في أستراليا، حيث نعلم أن ثلث الأشخاص ولدوا في الخارج وأن الخمس يتحدثون لغة أخرى غير الإنجليزية في المنزل".

العلاقات الاجتماعية مهمة لصحة الدماغ

يقول المؤلف المشارك سالي ماهالينغام: "ترتبط الروابط الاجتماعية الجيدة بتقليل التأثير السلبي للتوتر من خلال تقليل تنظيم استجابة أجسامنا للتوتر".

يمكن أن يؤثر الإجهاد سلباً على ذاكرتنا ويساهم في التدهور المعرفي بشكل أسرع، وتشارك الروابط الاجتماعية الجيدة أيضاً في زيادة المخزون المعرفي والحفاظ عليه، وهو يزيد قدرتنا على أداء وظائف الدماغ المعتادة في مواجهة الضرر الذي يصيب الدماغ". 

المصدر: مجلة الزهايمر والخرف