نشاط الدماغ قبل الموت

علوم

علماء يكتشفون نشاط دماغي غامض للإنسان في اللحظات الأخيرة قبل الموت

2 أيار 2023 14:12

اكتشف علماء من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة ارتفاعاً في النشاط في أدمغة شخصين أثناء انتقالهم إلى الموت، في ظاهرة تشبه طفرات نشاط الدماغ التي شوهدت سابقاً في الحيوانات التي توقف قلبها عن النبض.

نشاط الدماغ قبل الموت

يعد تسجيل تلك اللحظات الأخيرة أمراً مميزاً، ومن النادر جداً أن تكون لدينا فكرة عما يدور في الدماغ عندما يموت الشخص.

في العام الماضي فقط سجل العلماء لأول مرة، وبتفاصيل دقيقة، موجات دماغ شخص يحتضر، وفي ظل ظروف مأساوية، حدث أنهم سجلوا ارتفاعاً مفاجئاً في نوع معين من نشاط الدماغ، يسمى موجات غاما، جنباً إلى جنب مع التغيرات في الترددات الأخرى.

تشير هذه الدراسة الجديدة إلى حدوث ارتفاع مماثل في نشاط غاما سريع الزوال، عند اثنين من أربعة مرضى تم إيقاف أجهزة دعم الحياة لهم.

منذ عام 2013، يبحث طبيب الأعصاب "جيمو بورجيجين" وزملاؤه عن أوجه تشابه في دماغ الإنسان المحتضر مع ما وجدوه في الفئران بعد السكتة القلبية المستحثة، لقد استنتجوا أن الارتفاع القصير لنشاط الدماغ، التي وصلت إلى مستويات أعلى بكثير من مستويات حالة اليقظة للحيوانات، قد تكون وميضاً بيولوجياً لتجارب الاقتراب من الموت التي أبلغ عنها العديد من الناجين من السكتة القلبية.

نشاط موجات غاما أثناء الاحتضار

وكتب بورجيجين وزملاؤه في بحثهم الجديد: "هذه النتائج دفعتنا إلى التحقيق في النشاط العصبي للدماغ في المرضى المحتضرين قبل وبعد الانسحاب السريري لأجهزة دعم الحياة".

استعرض الفريق حالات من كلية الطب بجامعة ميشيغان، لمرضى ماتوا في وحدة العناية المركزة للأعصاب منذ عام 2014.

في اثنين من مرضى الغيبوبة الأربعة الذين تم تحديدهم، والذين توفوا بينما كان الأطباء لا يزالون يراقبون حالتهم بعد توقف القلب أو حدوث نزيف في الدماغ، كشفت تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ EEG عن ارتفاع حاد من موجات غاما في أحد أجزاء الدماغ.

الوعي قبل الموت

أكد اختصاصيو النوبات أن هذا النشاط لم يكن آثاراً لاحقة لنوبة صرع، مما دفع فريق البحث للاعتقاد بأنهم ربما يكونون قد اكتشفوا علامة محتملة للوعي، وهو الشعور بإدراك محيطنا الذي يتشكل في منطقة الارتباط بين نصفي الدماغ وطريقة تشابك خلايا الدماغ.

تصف مراجعة حديثة كيف أن هذه "المنطقة الساخنة" للوعي المحتمل تشمل المناطق الحسية في الدماغ، وهو ما قد يفسر سبب حيوية تجارب الاقتراب من الموت التي أبلغ عنها الناس، حيث يُعتقد أيضاً أن التواصل عبر نصفي الدماغ مهم لاستعادة الذاكرة.

ومع ذلك، فإن نفس المراجعة تعترف بالمشاكل الدائمة في محاولة تعريف الوعي، مشيرة إلى أن بعض العلامات المحتملة للوعي "أثبتت أنها وهمية"، ومهما اقترب العلماء من الإجابة، لكنهم ليسوا متأكدين حقاً منها.

أشار الباحثون إلى أنه "على الرغم من أن النشاط الملحوظ للمنطقة الساخنة في دماغ المحتضر يشير إلى زيادة المعالجة الواعية لدى هؤلاء المرضى، إلا أنهم لا يستطيعون إثبات ذلك".

لم ينج أي من المرضى ليروي ما قد يكون رآه أو شعر به أثناء الموت، ولذلك فإن ربط نشاط الدماغ بالتجربة الذاتية للشخص يترك مجالاً كبيراً للغموض. 

المصدر: مجلة PNAS