آلية جديدة لتقديم أدوية العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الدماغ من خلال استخدام الأمواج فوق الصوتية

استخدام الموجات فوق الصوتية لإيصال أدوية السرطان إلى الدماغ

في اكتشاف جديد قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة لمرضى سرطان الدماغ، تمكن الباحثون من اختراق الحاجز الدموي الدماغي بشكل مؤقت باستخدام الموجات فوق الصوتية لإيصال أدوية العلاج الكيميائي إلى الدماغ بنجاح.

أفادت نتائج تجربة سريرية من المرحلة الأولى أنها تمكنت من اختراق الحاجز الدموي الدماغي بشكل مؤقت، مما يوفر أول دليل مباشر على أن فتح الحاجز الدموي الدماغي باستخدام الموجات فوق الصوتية يمكنه أن يزيد بشكل كبير من تركيزات أدوية العلاج الكيميائي في الدماغ.

الموجات فوق الصوتية تساهم في تركيز أدوية السرطان في الدماغ

باستخدام موجات صوتية منخفضة الشدة وفقاعات صغيرة قابلة للحقن، تمكن الفريق من إيصال الأدوية إلى أدمغة مرضى الورم الأرومي الدبقي المتكرر، وتمكن الباحثون من اقتحام الحاجز الدموي الدماغي في هذه العملية، إن اختراق دفاع الدماغ الأكثر تحصيناً ليس بالأمر السهل، وقد سبب مشكلة كبيرة حيرت العلماء منذ عقود.

الحاجز الدموي الدماغي هو حاجز بين الدم والدماغ، حيث تمنع بطانة الأوعية الدموية التي لا يمكن اختراقها عملياً السموم ومسببات الأمراض من التسرب إلى الجهاز العصبي المركزي، ولكنها تعمل أيضاً كحاجز أمام العديد من الأدوية، مما يجعل علاج بعض أمراض الدماغ، بما في ذلك السرطان، أمراً صعباً للغاية.

الورم الأرومي الدبقي هو أحد هذه الأمراض، وهو ورم دماغي شائع وخطير، وغالباً ما يعود بعد الجراحة وليس له علاج فعال حالياً.

اختراق الحاجز الدموي الدماغي لإيصال أدوية السرطان

في محاولة لتغيير ذلك، تحولت الأبحاث إلى الموجات فوق الصوتية لاختراق الحاجز الدموي الدماغي، وفي عام 2014، تمكن العلماء من تحقيق ذلك في دماغ الإنسان، ومنذ ذلك الحين، وتم اختبار هذه التقنية في علاج أورام المخ، وحتى الآن، على الرغم من كل هذه التجارب، لم يتم تحديد فعاليتها.

وقال جراح الأعصاب آدم سونابند من جامعة نورث وسترن عن أحدث النتائج في بيان: "من المحتمل أن يكون هذا تقدماً كبيراً لمرضى الورم الأرومي الدبقي".

في تجربة شملت 17 من مرضى الورم الأرومي الدبقي المتكرر، أوضح سونابند وزملاؤه أن العلاج زاد من تركيز أدوية العلاج الكيميائي في الدماغ بمقدار أربعة إلى ستة أضعاف ما يمكن تحقيقه بشكل طبيعي.

آلية استخدام الموجات فوق الصوتية في علاج سرطان الدماغ

خضع جميع المرضى لعملية جراحية في السابق لإزالة أورامهم، حيث تم خلالها زرع جهاز جديد للموجات فوق الصوتية في أدمغتهم، وفي كل ثلاثة أسابيع، تطلق هذه الأجهزة نبضاً منخفض الشدة من الموجات فوق الصوتية، وفي الوقت نفسه، تم حقن المرضى عن طريق الوريد بالفقاعات الدقيقة، متبوعة بالتسريب بعقار العلاج الكيميائي: باكليتاكسيل أو كاربوبلاتين.

عندما تواجه الفقاعات موجة من الموجات فوق الصوتية، فإنها تهتز، مما يؤدي إلى دفع خلايا الحاجز الدموي الدماغي بعيداً عن بعضها، وهذا يسمح للأدوية بالمرور من خلالها، ووجدت التجربة أنه في غضون ساعة، تم إغلاق الحاجز بالكامل مرة أخرى.