علاج تشوه جالينوس بالموجات فوق الصوتية

علوم

نجاح أول عملية جراحية لدماغ جنين وهو داخل الرحم لمعالجة تشوه شرياني قاتل يعيق النمو

5 أيار 2023 13:22

أجرى الجراحون بنجاح أول جراحة دماغية لجنين لا يزال في الرحم، لإصلاح التشوه الشرياني الوريدي القاتل في أعماق الدماغ النامي، باستخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه الجراحين، تم إجراء العملية للجنين بعمر حمل يبلغ 34 أسبوعاً ويومين فقط، مما يمثل قفزة هائلة إلى الأمام في علاج اضطرابات النمو.

ماهو تشوه جالينوس؟

تم تشخيص الجنين بتشوه جالينوس في أحد الأوردة، وهذا التشوه قاتل وعدواني في كثير من الأحيان حيث تكون شرايين الدماغ الداخلية متصلة مباشرة بالأوردة بدلاً من المرور أولاً من خلال الشعيرات الدموية.

الشعيرات الدموية مصممة خصيصاً لإبطاء ضغط الدم، وبالتالي يؤدي هذا التشوه إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم حيث يندفع مباشرة إلى الأوردة، وهذا يضع الدماغ والقلب تحت ضغط هائل أثناء الولادة وبعدها ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي وفشل القلب وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة.

عملية جراحية لعلاج تشوه جالينوس

يتم تشخيص هذا التشوه أثناء الحمل وعادة ما يتم علاجه عن طريق إجراء طفيف التوغل يسمى انصمام الأوعية الدموية، حيث يدخل الجراح من خلال الفخذ ويستخدم أنبوباً لدخول الأوعية الدموية في الدماغ، وحقن مادة صمغية لقطع إمدادات الدم عن الوعاء الدموي المطلوب.

أجرى الجراحون عملية جراحية مماثلة من قبل، لكن هذه العملية كانت داخل الرحم بالكامل، وتحت إشراف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تمكنوا من سد الأوعية الدموية عالية الضغط في دماغ الجنين، مما منع ارتفاع الضغط أثناء الولادة، وبعد الجراحة، وُلد الطفل ويبدو أنه لا يعاني من أي مشاكل دائمة.

علاج تشوه جالينوس بالموجات فوق الصوتية

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي "دارين أورباخ" المدير المشارك لمركز جراحة الأوعية الدموية الدماغية والتدخلات في مستشفى بوسطن للأطفال، في بيان: "في تجربتنا السريرية المستمرة، نستخدم الانصمام الرحمي الموجَّه بالموجات فوق الصوتية لمعالجة وريد مصاب بتشوه جالينوس قبل الولادة، وفي هذه الحالة الأولى التي يتم علاجها، شعرنا بسعادة غامرة لرؤية الانخفاض الحاد الذي يُلاحظ عادةً بعد الولادة ببساطة".

"يسرنا أن نعلن أنه بعد ستة أسابيع، يتابع الرضيع حياته بشكل جيد جداً، ولا يتناول أي أدوية، ويأكل بشكل طبيعي، ويكسب الوزن، وقد عاد الآن إلى المنزل، ولا توجد علامات على أي آثار سلبية على الدماغ".

"وعلى الرغم من مراقبته بشكل مستمر بعد الولادة، لم يكن الطفل بحاجة إلى أي دعم للقلب والأوعية الدموية وكانت جميع فحوصات الجهاز العصبي طبيعية، نأمل الآن أن يكون هناك المزيد من الأطفال الذين سيخضعون لهذا الإجراء عندما يكون ذلك ممكناً، على أمل تحسين ظروفهم الصحية والاستمرار في تحسين وتطوير هذه الجراحة". 

المصدر: مجلة السكتة الدماغية