اكتشاف وجود الماء في أماكن جديدة داخل النظام الشمسي

أخبار

دراسة جديدة لكوكب أورانوس تكشف عن وجود محيطات عميقة على أربعة من أقماره الكبيرة

5 أيار 2023 13:42

يعتمد العمل على نمذجة جديدة ويستكشف كيف يمكن أن تتواجد المحيطات في أماكن غير محتملة في نظامنا الشمسي.

اكتشاف محيطات على أقمار أورانوس

أدت إعادة تحليل البيانات من مركبة الفضاء فوييجر التابعة لوكالة ناسا، إلى جانب النمذجة الحاسوبية الجديدة، إلى استنتاج علماء ناسا أن أربعة من أكبر أقمار أورانوس تحتوي على الأرجح على طبقة محيطية بين نواتها وقشرتها الجليدية.

هذه الدراسة هي الأولى التي توضح بالتفصيل تطور التركيب الداخلي وهيكل الأقمار الخمسة الكبيرة: أرييل وأومبريل وتيتانيا وأوبيرون وميراندا، ويقترح العمل أن أربعة من هذه الأقمار تحتوي على محيطات قد يصل عمقها إلى عشرات الكيلومترات.

أقمار أورانوس

بالإجمال، هناك ما لا يقل عن 27 قمراً يدور على مسافات مختلفة حول كوكب أورانوس، منها قمر أرييل الذي يبعد عن أورانوس مسافة 1160 كيلومتر، وأبعد هذه الأقمار هو تيتانيا 1580 كيلومتر، ولطالما اعتقد العلماء أن تيتانيا، نظراً لحجمه الكبير، قد لا يزال يحتفظ بالحرارة الداخلية الناتجة عن التحلل الإشعاعي، حيث تم اعتبار أن الأقمار الأخرى أصغر من أن تحتفظ بالحرارة اللازمة للحفاظ على المحيط الداخلي من التجمد، خاصة وأن عملية التسخين الناتجة عن جاذبية كوكب أورانوس ليست سوى مصدر ثانوي للحرارة.

اكتشاف وجود الماء في أماكن جديدة داخل النظام الشمسي

أعطى المسح العقدي لعلوم الكواكب والبيولوجيا الفلكية لعام 2023 للأكاديميات الوطنية الأولوية لاستكشاف أورانوس، واستعداداً لهذه المهمة، يركز علماء الكواكب على العملاق الجليدي لتعزيز معرفتهم بنظام أورانوس الغامض، وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة جولي كاستيلو روجيز من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا، أن العمل الجديد يمكن أن يوضح كيف يمكن لمهمة مستقبلية التحقيق في الأقمار ، لكن الورقة البحثية، التي نُشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، لها أيضاً فوائد تتجاوز أورانوس.

وقالت: "عندما يتعلق الأمر بالأجسام الصغيرة، مثل الكواكب والأقمار القزمة، فقد وجد علماء الكواكب سابقاً أدلة على وجود محيطات في عدة أماكن غير محتملة، بما في ذلك الكواكب القزمة سيريس وبلوتو، وقمر كوكب زحل ميماس، نحن لا نفهم تماماً ما هي الآليات التي تؤثر على وجود الماء هناك، لكن هذه الورقة تبحث في ما يمكن أن تكون هذه الآليات وكيف تكون ذات صلة بالعديد من الأجسام في النظام الشمسي التي يمكن أن تكون غنية بالمياه ولكن لديها حرارة داخلية محدودة".

أدلة تدعم قابلية الحياة على كوكب أورانوس

أعادت الدراسة النظر في النتائج المستخلصة من رحلة فوييجر 2 التابع لناسا حول كوكب أورانوس في الثمانينيات ومن الملاحظات الأرضية، وقام المؤلفون ببناء نماذج حاسوبية مشبعة باكتشافات إضافية من غاليليو وكاسيني وغيرها.

استخدم الباحثون هذه النمذجة لقياس مدى مسامية أسطح أقمار أورانوس، ووجدوا أنها من المحتمل أن تكون معزولة بدرجة كافية للاحتفاظ بالحرارة الداخلية اللازمة لاستضافة المحيط، وبالإضافة إلى ذلك، وجدوا ما يمكن أن يكون مصدراً محتملاً للحرارة في الوشاح الصخري للأقمار، والذي يطلق سائلاً ساخناً، ويساعد المحيط في الحفاظ على بيئة دافئة، وهو سيناريو محتمل بشكل خاص لتيتانيا وأوبرون، حيث يمكن للمحيطات أن تكون دافئة بدرجة كافية لدعم إمكانية وجود الحياة.

كما أن قمر ميراندا، وهو أبعد وخامس أكبر قمر لكوكب أورانوس، يستضيف أيضاً ميزات سطحية تبدو حديثة المنشأ، مما يشير إلى أنه ربما يكون قد احتفظ بما يكفي من الحرارة للحفاظ على المحيط في مرحلة ما. 

المصدر: مجلة البحوث الجيوفيزيائية