موجات الحر أشد خطراً على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية والنفسية

 مخاطر موجات الحر على مرضى انفصام الشخصية

يحذر الباحثون من أن ارتفاع درجات الحرارة سيجعل موجات الحرارة أكثر تواتراً وأطول وأكثر فتكاً، لا سيما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، مثل المرضى وكبار السن والمشردين، وتظهر الأبحاث الحديثة، أنها ستكون أكثر صعوبة على أولئك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.

وجد علماء الأوبئة من مركز كولومبيا البريطانية لمكافحة الأمراض BCCDC الذين يدرسون آثار ظاهرة القبة الحرارية التي أثرت على أجزاء من كندا وشمال غرب المحيط الهادئ في حزيران 2021، أن أولئك الذين يعانون من حالات الصحة العقلية لديهم مخاطر عالية للموت بسبب الحرارة، وكان أولئك الذين لديهم تاريخ من الإصابة بمرض انفصام الشخصية أكثر عرضة بثلاث مرات تقريباً للوفاة خلال موجة الحر تلك، وتقول "سارة بي هندرسون" المديرة العلمية لخدمات الصحة البيئية في BCCDC، التي أشرفت على الدراسة التي نُشرت في مجلة الصحة الجيولوجية GeoHealth: "كنا نعلم أن الفصام كان عامل خطر، لكن حجم الخطر الذي لاحظناه في هذا الحدث بالذات كان مفاجئاً للغاية".

تأثير موجات الحر على الصحة العقلية

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "مايكل لي" عالم الأوبئة التابع لمركز مكافحة الأمراض، إن النتائج تظهر الحاجة إلى رعاية واعية بالمناخ لما كان، حتى الآن، قطاعاً مهملاً إلى حد كبير من قبل المجتمع، وقال مايكل: "أهم شيء يمكننا القيام به للمضي قدماً خلال صيف عام 2023 وواقع تغير المناخ، حيث ستصبح أحداث الحرارة هذه أكثر شيوعاً وأكثر حدة، هو البدء حقاً في رفع مستوى الوعي بالمخاطر المتزايدة على الأفراد ذوي الإعاقة العقلية".

لقد عرف الأطباء النفسيون وعلماء النفس منذ فترة طويلة أن الحرارة تؤثر سلباً على الصحة العقلية، كما تزداد معدلات العنف بين الأشخاص وخطاب الكراهية والانتحار أثناء موجات الحر، لكن الوعي بدأ للتو في الترسخ حول التأثير على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية والنفسية، حيث يعاني ما يقرب من 1٪ من البالغين من مرض انفصام الشخصية، و 2.6٪ يعانون من اضطراب ثنائي القطب، و 6.9٪ يعانون من الاكتئاب الشديد، وكلها تضاعف من عامل الخطر الذي تسببه موجات الحر الشديدة.