الأفراد المكفوفون يتمتعون بإحساس قلبي داخلي أفضل من غيرهم

علوم

الأشخاص المكفوفين يتمتعون بإحساس قلبي داخلي أقوى من المبصرين

14 أيار 2023 15:11

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المكفوفين يتمتعون بـ "إحساس قلبي داخلي قوي"، ويمتلكون قدرات عالية تخولهم الشعور بشكل أفضل من أقرانهم المبصرين، خاصة عندما يتعلق الأمر باكتشاف الإشارة المتعلقة بالقلب، وفقاً لنتائج الدراسة العلمية التي نشرت في مجلة علم النفس التجريبي.

تأثير العمى على الإحساس الداخلي عند المكفوفين

هدفت الدراسة إلى معرفة كيفية تأثير العمى على الإحساس الداخلي، والذي يشير إلى القدرة على إدراك الأحاسيس الجسدية الداخلية، حيث كان الباحثون مهتمون بشكل خاص بفحص كيفية تأثير العمى على الحس الداخلي للقلب، والذي يتضمن إدراك أحاسيس ضربات القلب.

كانت الدراسة مدفوعة بأبحاث سابقة، أظهرت أن العمى يمكن أن يؤدي إلى زيادة اللدونة المتقاطعة، وهي قدرة الدماغ على إعادة التنظيم والتعويض عن الحرمان الحسي من خلال تعزيز الحواس الأخرى.


الحس الداخلي عند المكفوفين

وقالت مؤلفة الدراسة دومينيكا رادزيون، طالبة الدكتوراه في قسم علم الأعصاب في ستوكهولم: "كنت مهتمة بدراسة تأثير العمى على الإحساس الداخلي، وتحديداً على الحس الداخلي للقلب، لأنه في حين أنه من المعروف أن الأفراد المكفوفين لديهم قدرات عالية في معالجة المعلومات الخارجية، مثل السمع واللمس، لم يكن من الواضح ما إذا كانت قدراتهم على الحس الداخلي تتحسن أيضاً".

ارتباط الإدراك الداخلي بالتجارب العاطفية والوعي الجسدي

وتابعت: "يلعب الإدراك الداخلي دوراً مهماً في تجاربنا العاطفية والوعي الذاتي الجسدي، ويمكن أن يوفر فهم كيفية تأثير نقص الرؤية عليه على مدى مرونة الدماغ بعد فقدان البصر".

وأضافت: "علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لدراسة المعالجة الحسية لدى الأفراد المكفوفين آثار مهمة لتحسين نوعية حياة الأفراد المكفوفين من خلال تقديم التدخلات للحالات التي تؤثر على الإدراك الداخلي، اضطرابات القلق".


شملت الدراسة 36 شخصاً مكفوفاً و 36 فرداً مبصراً، تم مطابقتهم من حيث العمر والجنس، وكان جميع المشاركين المكفوفين مصابين بالعمى المحيطي ولا يعانون من إعاقات حسية أخرى، وكانت معايير تسجيل المشاركين في الدراسة هي العمى الكامل أو الحد الأدنى من حساسية الضوء مع عدم القدرة على استخدام هذا الإحساس وظيفياً، فضلاً عن عدم وجود رؤية نمطية.

وطُلب من المشاركين ملء استبيان بشأن تجاربهم الجسدية في بداية التجربة، والذي يقيس الوعي الداخلي باستخدام أداة التقييم متعدد الأبعاد للوعي الداخلي "MAIA".

ثم طُلب من المشاركين أداء مهمة عد نبضات القلب، حيث طُلب منهم العد بصمت لكل نبضة قلب شعروا بها في أجسادهم من الوقت الذي سمعوا فيه كلمة "بدء" حتى عندما سمعوا "توقف"، ولم يُسمح للمشاركين بفحص نبضهم يدوياً أو وضع أيديهم على صدورهم، بل سُمح لهم فقط بالشعور بضربات قلبهم.

العمى يعزز الحس الداخلي للقلب

بعد كل تجربة، طُلب من المشاركين تقييم ثقتهم في الدقة المتصورة لاستجابتهم على مقياس يتراوح من ( 0)، تخمين وعدم وجود إحساس بضربات القلب إلى 10: "الثقة الكاملة بعدد ضربات القلب"، وتكررت المهمة ست مرات باستخدام فترات 25 ، 30 ، 35 ، 40 ، 45 ، و 50 ثانية، بترتيب عشوائي.

وجد الباحثون أن الأفراد المكفوفين يتمتعون بدقة أفضل من الأفراد المبصرين، كما يتضح من أدائهم في مهمة عد ضربات القلب، حيث كان لدى المشاركين المكفوفين دقة متوسطة قدرها 0.779، بينما كان لدى المشاركين المبصرين دقة متوسطة قدرها 0.630، ولم يكن هناك اختلاف في الاعتقاد بدقة الأداء، وتشير النتائج إلى أن العمى يعزز الحس الداخلي للقلب، والذي قد يكون بسبب اللدونة عبر الوسائط في الدماغ.


الإدراك الداخلي لدى المكفوفين أقوى من المبصرين

وقالت رادزيون: "تشير نتائج دراستنا إلى أن الأفراد المكفوفين يتمتعون بقدرة فائقة على إدراك نبضات قلبهم بدقة، وهو جانب مهم من جوانب الإدراك الداخلي، من المحتمل أن تكون هذه القدرة المعززة بسبب مرونة الدماغ المتزايدة التي تحدث استجابةً لنقص الرؤية، وباختصار، يمكن أن يؤدي الحرمان الحسي إلى تغييرات في وظائف المخ التي قد تؤدي إلى تعزيز القدرات في الحواس الأخرى".

المصدر: مجلة علم النفس التجريبي