إن إعطاء القلب تمريناً منتظماً وقوياً، ولو مرة واحدة فقط في الأسبوع، يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، وتزداد هذه الفوائد الوقائية مع زيادة كمية التمارين الرياضية التي تمارسها إلى حد معين، هذه هي النتائج الرئيسية لدراسة كبيرة جديدة.
تأثير الإنفلونزا والالتهاب الرئوي على القلب
إنه اكتشاف مهم لأن الإنفلونزا والالتهاب الرئوي يضعان القلب تحت ضغط كبير على المدى القصير، وعلى المدى الطويل أيضاً، وهذا ينطبق بشكل خاص على كبار السن، أو أولئك الذين يعانون من أمراض القلب السابقة.
وفقاً لدراسة أجريت عام 2018، فإن حوالي 30٪ من المرضى الذين يدخلون المستشفى مصابين بالتهاب رئوي يصابون بمضاعفات في القلب والأوعية الدموية، وتشمل هذه المضاعفات قصور القلب، وعدم انتظام ضربات القلب، واحتشاء عضلة القلب والسكتات الدماغية، وكلها مضاعفات قاتلة، يمكن أن تظهر هذه المضاعفات على الفور، حيث يحدث الخطر الأكبر في الشهر الأول، ويمكن أن تظهر بعد 10 سنوات أيضاً.
تأثير الإنفلونزا على القلب:
وفقاً لمؤسسة القلب، يزداد خطر إصابتك بنوبة قلبية ست مرات في الأسبوع الذي يلي نوبة الأنفلونزا، كما يمكن أن تسبب الفيروسات مثل الإنفلونزا استجابة التهابية في جسمك، مما يضغط على قلبك، وهذا يمكن أن يؤدي إلى قصور في القلب أو ضربات قلب غير طبيعية، يمكن للإنفلونزا أيضاً أن تزعزع استقرار الترسبات في الأوعية الدموية، وهذا يمكن أن يسبب انسدادها واحتمال حدوث نوبة قلبية.
حقق الباحثون الأمريكيون، من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في عادات ممارسة الرياضة لـ 577909 بالغين بين عامي 1998 و 2018، سُئل المشاركون عن عدد المرات التي أمضوا فيها 10 دقائق أو أكثر في ممارسة التمارين الهوائية، ومدى كثافة جهودهم، وسُئلوا أيضاً عن عدد المرات التي قاموا فيها بأنشطة لتقوية العضلات.
ثم قام الباحثون بتسجيل معلومات الأشخاص الذين كانوا يؤدون أهداف النشاط البدني الأسبوعية الموصى بها، ومن لم يفعل ذلك، والفوائد الوقائية النسبية لممارسة تمارين أكثر أو أقل.
كمية التمارين البدنية الموصى بها:
يُنصح البالغون بممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من النشاط البدني المعتدل الشدة، أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة، ويفضل أن تتألف التمارين من مزيج من الأنشطة الهوائية وتقوية العضلات ذات الشدة المعتدلة مرتين على الأقل في الأسبوع.
تعتبر التمارين الهوائية، التي تشمل المشي السريع والسباحة والجري وصعود الدرج، رياضة ممتازة تزيد من معدل ضربات القلب وتساعد على التعرق، تشمل أنشطة تقوية العضلات استخدام الأوزان وأشرطة المقاومة، وتمارين القرفصاء والضغط والبستنة المتعبة للعضلات.
نتائج الدراسة:
تمتع أولئك الأشخاص الذين حققوا أهداف النشاط البدني الأسبوعية الموصى بها لتمارين القلب والعضلات بما يقرب من نصف، 48 في المائة، خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي بالنسبة لأقرانهم الذين لم يحققوا أياً من الأهداف الأسبوعية.
أما أولئك الذين حققوا هدف النشاط الهوائي أو "القلبي" كان لديهم خطر أقل بنسبة 36 في المائة للوفاة من الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي.ولم يكن تحقيق هدف تقوية العضلات مرتبطاً بأي اختلاف كبير في المخاطر.
زادت الفوائد الوقائية مع تواتر وشدة التمرين، لكنها استقرت في حد معين، ولم تظهر أي فائدة إضافية فوق 600 دقيقة من النشاط البدني في الأسبوع.
المصدر: مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها