معاهدة طبقة الأوزون ساعدت على تأخير صيف القطب الشمالي لـ 15 عام

عواقب حدوث فصل صيف خالي من الجليد في القطب الشمالي

ساعدت معاهدة عام 1987 لحظر الغازات المدمرة للأوزون، في تأخير صيف القطب الشمالي الأول بدون جليد، والذي من المتوقع الآن أن يحدث بحلول عام 2037 على أقرب تقدير.

موعد أول صيف في القطب الشمالي بدون جليد

من المتوقع أن يحدث أول صيف في القطب الشمالي بدون جليد في وقت ما في منتصف القرن الحالي تقريباً، ربما كان هذا الموعد سيحل قبل ذلك لولا معاهدة مونتريال، وهي معاهدة دولية تحظر الغازات المدمرة للأوزون.

في عام 1987، اجتمعت معظم دول العالم في مونتريال للاتفاق على خطة للتخلص التدريجي من استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون CFCs والأيروسولات الأخرى التي تسبب تآكل طبقة الأوزون، وهذه المواد المدمرة للأوزون هي أيضاً غازات دفيئة أقوى بآلاف المرات من ثاني أكسيد الكربون.


تأثير معاهدة مونتريال المناخية على جليد القطب الشمالي

كان الشاغل الرئيسي حينها هو الحفاظ على طبقة الأوزون، لكن المعاهدة الناتجة كان لها فوائد مناخية غير متوقعة أيضاً، حيث قللت من الاحترار العالمي، وقللت من شدة الأعاصير المدارية وساعدت على تخزين المزيد من الكربون في النباتات.

أدت آثار المعاهدة أيضاً إلى تأخير، ولكنها لم تمنع، فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي بسبب تغير المناخ، وذلك وفقاً لتحليل أجراه مارك إنغلاند في جامعة إكستر في المملكة المتحدة وزملاؤه، استخدم إنغلاند وفريقه نماذج المناخ والجليد لتحديد كمية الجليد البحري في القطب الشمالي مع وبدون معاهدة مونتريال، مع مراعاة انخفاض انبعاثات مركبات الكلوروفلوروكربون، والانتعاش الناتج في طبقة الأوزون، كما نظروا في تأثيرات الغازات المستخدمة لتحل محل مركبات الكلوروفلوروكربون.

أظهر التحليل أنه بدون معاهدة مونتريال، كان من الممكن أن يحدث أول صيف في القطب الشمالي بدون جليد في وقت ما بين عامي 2030 و 2038، ومع تطبيق المعاهدة، وجدوا أن الصيف الأول بدون جليد يمكن توقعه بين عامي 2037 و 2054، بافتراض انبعاثات معتدلة إلى عالية من غازات الاحتباس الحراري في المستقبل.


عواقب حدوث فصل صيف خالي من الجليد في القطب الشمالي

يقول إنغلاند، إن أول صيف خالٍ من الجليد في القطب الشمالي، الذي يُعرَّف بأنه أول أيلول يسجل فيه أقل من مليون كيلومتر مربع من الجليد، وهذا سيكون له عواقب وخيمة على النظم البيئية والمجتمعات التي تعتمد على الجليد، فضلاً عن تأثيره على طرق الشحن، ويقول إنغلاند: "إن كمية الجليد هي مؤشر ينذر بالخطر لمدى تغييرنا لنظام المناخ".

ويقول إنغلاند أن أفضل التوقعات تشير إلى أن حدوث فصل صيف خالٍ من الجليد في القطب الشمالي "يقترب من الحتمية" حتى مع تخفيضات كبيرة في الانبعاثات، لكن مدى تكرار حدوث هذا الصيف سيعتمد على كمية غازات الدفيئة المنبعثة، ويمكن أن يكون التحكم في انبعاثات الميثان الكبيرة مؤثراً بشكل خاص. 

المصدر: جامعة إكستر