وصل السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان على رأس وفد رفيع، اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة منذ توليه الحكم عام 2020.
وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في زيارة تستغرق يومين، حسب ما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأشارت الوكالة، إلى أن الرئيس الإيراني سيستقبل سلطان عُمان رسمياً، مساء اليوم، في مجمع سعد آباد الثقافي التاريخي، حيث سيبدأ الطرفان مباحثاتهما الثنائية، فيما سيُجري وفدين رفيعي المستوى من البلدين مباحثات ثنائية بعد ذلك.
وكانت وزارة الخارجية العمانية قد أكدت، صباح اليوم، بأن زيارة سلطان عمان إلى إيران تدعم السلم والاستقرار والازدهار.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، عبر توتير: إن "الزيارة التاريخية لسلطان عمان إلى إيران اليوم، تعكس الأهمية التي توليها قيادتي البلدين لتعميق التعاون الثنائي النافع، والحرص المشترك للتشاور على مستوى القمة إزاء العديد من الاهتمامات الإقليمية والدولية، دعما لأسباب السلم والاستقرار والازدهار".
وتهدف الزيارة إلى مواصلة التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين، فيما يتعلق بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء العمانية.
وقال موقع "الجزيرة نت"، إن هذه الزيارة إلى طهران تأتي بعد أيام قليلة من أول زيارة لسلطان عمان إلى القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في فترة تتوالى فيها التصريحات الإيرانية عن وجود تقدم في مباحثات تهدف لتطبيع العلاقات مع مصر بعد قطيعة استمرت نحو 45 عاماً، بينما تلتزم القاهرة الصمت.
و يرجح مراقبون، أنه ونظراً لأدوار الوساطة التي تضطلع بها مسقط في العديد من الملفات الإقليمية، فأن السلطنة ستنخرط في مساعي لتقريب وجهات النظر بين مصر وإيران، بحسب الموقع.
وحسب تصريح لموقع "أفكار نيوز الإيراني"، قال سفير إيران السابق في عمان علي أكبر سيبويه، اليوم الأحد: "من غير المستبعد أن تحمل زيارة سلطان عمان رسالة من القاهرة، في ظل دور الوساطة الذي لطالما لعبته مسقط".
فيما أشارت العديد من المصادر، إلى أن هذه الزيارة تأتي وسط آمال معلقة على وساطة مسقط بين طهران والغرب في إطار مفاوضات النووي ورفع العقوبات، حيث تحدثت صحيفة آسيا، اليوم الأحد، عن مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الإفراج عن الأموال المجمدة لطهران في العراق وكوريا الجنوبية، "حيث من المرجح التوصل إلى اتفاق بشأن الشروط العامة في الأيام المقبلة، وهو ما يأتي في إطار الدبلوماسية التي تدعمها سلطنة عمان".
فيما قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية: "لا تبتعد زيارة سلطان عمان لطهران عن بوادر اتفاق بين الأخيرة وواشنطن، في ظل الحديث عن مفاوضات سرية استضافتها مسقط بين الطرفين، وفي ظل إشارات المسؤولين في إيران إلى احتمال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في إطار رفع العقوبات".
يُشار إلى أن الرئيس الإيراني، زار سلطنة عمان في أيار من العام الماضي، بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، جرى خلالها توقيع 8 مذكرات تفاهم و4 برامج تعاون بين البلدين في مجالات مختلفة أبرزها النفط والغاز.