يفتقر بعض الأشخاص إلى الطحال بسبب الإصابة أو جراحة استئصال الطحال، والطحال هو العضو الذي يقوم بتصفية مجرى الدم ويساعد الجسم على مكافحة العدوى، في الحقيقة، أنت لست بحاجة إلى الطحال لتعيش حياة طبيعية وصحية، ومع ذلك، ونظراً لأن الطحال يؤدي بعض الوظائف المهمة، يتم تنبيه الأشخاص الذين ليس لديهم طحال على اتخاذ احتياطات معينة.
ما هو الطحال؟
الطحال هو عضو بحجم قبضة اليد يقع تحت القفص الصدري على الجانب الأيسر من البطن، وعلى عكس المعدة أو الكبد أو الكلى، فهو غير متصل مباشرة بالأعضاء الأخرى في البطن، وبدلاً من ذلك، يتم توصيل الطحال بالأوعية الدموية، مع شريان ينقل الدم إليه ووريد يسحب الدم منه.
يتكون الطحال من نوعين من الأنسجة: "اللب الأحمر" الذي يقوم بتصفية الدم، و"اللب الأبيض" الذي يحتوي على خلايا الدم البيضاء التي تنظم الالتهاب واستجابة الجسم للعدوى، ويلعب كلا النوعين من الأنسجة دوراً مهماً في مكافحة مسببات الأمراض مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات التي تسبب العدوى.
ما هي وظيفة اللب الأحمر؟
يزيل اللب الأحمر خلايا الدم الحمراء، المسؤولة عن حمل الأكسجين، عندما تكون قديمة أو تالفة أو مصابة، ويحصد الطحال الحديد من خلايا الدم الحمراء القديمة لإعادة تدويره إلى خلايا دم جديدة، وعادةً ما يتم إنشاء خلايا دم حمراء جديدة بواسطة نخاع العظام، ولكن عندما ينخفض تعدادها في الدم أو عندما لا يعمل نخاع العظام بشكل جيد، يمكن للطحال أيضاً تكوين خلايا دم حمراء جديدة.
يؤدي فقدان قدرة الطحال على تصفية خلايا الدم الحمراء المصابة إلى زيادة المخاطر المرتبطة باثنين من العدوى الطفيلية، وهي "الملاريا والبابيزيا"، حيث تنتشر الملاريا عن طريق لدغات البعوض في أجزاء كثيرة من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والوسطى، بينما تنتشر البابيزيا عن طريق لدغات القراد في الجزء الشمالي الشرقي والجزء العلوي من الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية وتوجد أنواع مختلفة من البابيزيا في جميع أنحاء أوروبا.
ولذلك يجب على الأشخاص الذين ليس لديهم طحال اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب هذه العدوى إذا كانوا يعيشون أو يزورون منطقة تنتشر فيها الملاريا أو البابيزيا.
تحتوي المنطقة الهامشية الموجودة في اللب الأحمر على خلايا دم بيضاء خاصة، تعرف باسم الضامة الطحالية التي ترشح مسببات الأمراض من الدم، ويعد هذا دفاعاً مهماً بشكل خاص ضد نوع من البكتيريا المغلفة في كبسولة والتي تقاوم العديد من دفاعات الجسم الأخرى، ويمكن تمييز هذه البكتيريا بواسطة الأجسام المضادة التي ينتجها اللب الأبيض للطحال، ثم قتلها بواسطة الضامة الطحالية.
يتعرض الشخص الذي لا يمتلك الطحال لخطر متزايد للإصابة بعدوى شديدة أو حتى مميتة من هذه البكتيريا المغلفة، ولحسن الحظ، تقلل اللقاحات بشكل كبير من خطر هذه العدوى، وهي متوفرة ضد الأنواع الأكثر شيوعاً، وبالإضافة إلى ذلك، يُنصح عادةً الأشخاص الذين لا يمتلكون الطحال بتناول المضادات الحيوية التي يجب أن يحملوها معهم بشكل دائم،
ولذلك يشار إليها غالباً باسم "حبة في الجيب"، ويمكن أن يأخذوها عند أول علامة على وجود عدوى، مثل الحمى، أما بالنسبة للأطفال الذين ليس لديهم طحال، قد يوصي أطباؤهم بتناول المضادات الحيوية طوال الوقت، ولذلك يجب أن تتحدث إلى طبيبك حول هذا.
ما هي وظيفة اللب الأبيض؟
يتكون اللب الأبيض من الأنسجة اللمفاوية، والتي تحتوي على خلايا الدم البيضاء، وهي وسيلة الجسم الأساسية لمحاربة مسببات الأمراض وتنظيم الالتهاب، حيث تعمل خلايا الدم البيضاء كقوة شرطة في الجسم وتقوم بدوريات في مجرى الدم للعثور على العدوى أو الأضرار التي تلحق بالجسم، والعمل معاً لمكافحتها.
وهناك العديد من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تعمل بطرق مختلفة ومعقدة في كثير من الأحيان، فبعضها يحارب العدوى بشكل مباشر، عن طريق إطلاق مواد سامة لمسببات الأمراض أو عن طريق ابتلاعها، ويحارب البعض العدوى بشكل غير مباشر، من خلال مساعدة المقاتلين المباشرين أو عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تحدد مسببات الأمراض لتدميرها بواسطة خلايا الدم البيضاء الأخرى.
لحسن الحظ بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون الطحال، فإن الجسم يحتوي على أنسجة ليمفاوية أخرى تحتوي على خلايا الدم البيضاء، مثل العقد الليمفاوية، وبالنسبة للعديد من أنواع العدوى، تكون الأنسجة اللمفاوية المتبقية قادرة على توفير الاستجابة الكافية.
ومع ذلك، ومع فقدان الأنسجة اللمفاوية في الطحال، يحارب الجهاز المناعي العدوى بعدد أقل من الخلايا البيضاء، ولهذا السبب توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلقيح الأشخاص الذين استئصلوا الطحال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، بما في ذلك الأنفلونزا.
المصدر: جامعة هارفارد