أظهر بحثٌ جديد أن أدمغتنا قادرةٌ على اكتشاف موقع التلامس للأشياء حتى لو لم تكن متصلة بشكلٍ مباشر بأجسادنا.
وتشير دراسةٌ جديدة ومثيرة للاهتمام إلى أننا نستطيع أن نتعرف على آلية اتصال كائنٍ ما بحوزتنا بشيءٍ آخر، كما لو كان امتداداً لجسمنا.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تمسك بعصا تستخدمها للنقر على شيءٍ آخر، يبدو أن الدماغ يقوم بتنشيط مجموعةٍ خاصة من المستشعرات العصبية لمعرفة ما حدث للتو باستخدام أنماط الاهتزاز مروراً بالعصا أثناء إرسالها تلك النبضات الاهتزازية عبر نظامنا العصبي إلى دماغنا.
فبالطبع إذا تم لمس شيءٍ بشيٍ نمسك به، فيمكننا أن نشعر بالتحول في الضغط عند انتقاله إلى أصابعنا، ولكن هذه الدراسة الأخيرة توضح كيف يمكننا أيضا تحديد الموقع الدقيق لمكان التلامس الموجود على الشيء الذي نمسكه.
ويقول عالم الأعصاب من جامعة ليون في فرنسا لوكي ميلر: " يتم التعامل مع الأداة باعتبارها امتداداً حسياً لجسمك".
خلال التجارب، استخدم الباحثون معدات تخطيط كهربية الدماغ لتسجيل نشاط الدماغ لدى المشاركين في الدراسة، حيث أظهرت هذه الفحوصات أن الدماغ يستخدم آلياتٍ عصبيةٍ متشابهة، خاصةً تلك الموجودة في القشرة الحسية العقلية الأمامية والقشرة الجدارية الخلفية، لاكتشاف اللمسات على بشرتنا وعلى الأشياء التي نمسك بها بنفس الطريقة.
وربما يمكننا تحديد موقع لمسة على جسم ما قبل أن يتوقف عن الاهتزاز أيضاً، حيث يقترح الباحثون أنه يمكن أن يحدث هذا في وقتٍ قصير يصل إلى 20 مللي ثانية ، بناءً على نماذج الكمبيوتر التي أجراها الفريق كمتابعةٍ للتجربة الرئيسية.
كما ويبدو أن الدماغ قادرٌ على فك شفرة الاهتزازات عندما تأتي من نهايات عصبية معينة في جلدنا و التي تسمى بالـ"مستقبلات"التي تتحفز من خلال تلقي المعلومات من هذه المستقبلات في أيدينا، ثم يمكن لأجزاء الدماغ المسؤولة بعد ذلك تحديد مكان تلامس الجسم الذي نمسكه بأي جسمٍ خارجي، وويعتقد الباحثون أننا ربما قمنا بتكييف هذه الطريقة عبر استخدامنا الطويل للأجسام للحصول على معلوماتٍ أفضل حول ما تفعله هذه الأدوات وكيفية عملها حينما نستخدمها للتأثير على جسم آخر.
كما أن أحد المجالات التي قد يكون فيها هذا البحث مفيداً هو تغيير طريقة تصميم الأطراف الاصطناعية للبشر، حيث يقول الباحثون: " إذا فهمنا كيف يمكن للأجسام الموجودة بين الجسم وبقية العالم نقل المعلومات إلى دماغنا، فقد نتمكن من جعلها تعمل بشكلٍ أفضل كأجهزة استشعار للأطراف الصناعية على سبيل المثال".