تكتيك السحالي الجدارية لاستكشاف حجم أعدائها والفوز بالمعارك

الإفرازات الشمعية تساعد السحالي الجدارية على تمييز المنافسين

يمكن لسحلية الحائط/ الجدار "تحديد حجم" المنافسين باستخدام حاسة الشم والتعرف على الرائحة، ففي عالم مليء بالمنافسة الشرسة، يعد جمع المعلومات عن الخصوم مسألة حياة أو موت.

سحلية الجدار

ولذلك تستخدم إحدى الزواحف الشائعة والتي تسمى السحالي الجدارية تكتيك ذكي بشكل خاص لاستكشاف المعارك التي يمكنها أن تفوز بها أو التي لا تستطيع تحقيق الفوز فيها.

أظهرت دراسة جديدة أن هذه السحالي، التي يمكن أن يصل طولها إلى 20 سم وتعيش في أوروبا وأمريكا الشمالية، تستطيع تقدير حجم المنافس بناءً على إشارات الرائحة الكيميائية وحدها.

الإفرازات الشمعية تساعد السحالي الجدارية على تمييز المنافسين

تفرز ذكور السحالي الجدارية، مثل العديد من الوزغات وسحالي الإغوانا، سائل شمعي من المسام الموجودة في الفخذين الداخليين لتمييز منطقتهم، ويمكن أن تشم السحالي المنافسة هذه المواد الكيميائية، التي تسمى إفرازات الفخذ، بنقرة بسيطة من ألسنتها.


لطالما اعتقد العلماء أن مثل هذه الإفرازات تحمل أدلة تسمح للسحالي بتقييم أحجام بعضها البعض من بعيد، لكن "هذا هو أول عرض تجريبي يؤكد ذلك"، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة ستيفانو سكالي، أمين الزواحف في متحف التاريخ الطبيعي في ميلانو في إيطاليا، ونُشرت النتائج في مجلة علم البيئة السلوكي Behavioral Ecology.

تشتد عدوانية السحالي حال كان حجم خصومها أصغر

استولى سكالي وفريقه على 60 من السحالي الجدارية الذكور من الحدائق عبر ميلانو، واحتفظوا بكل سحلية في صندوق شفاف لمدة ثلاثة أيام، وهي فترة كافية لكي تعتقد السحالي بأن الصناديق هي أراضيها بحيث تحددها برائحتها الخاصة، ثم وضع الباحثون مرايا أمام كل سحلية، جنباً إلى جنب مع شرائح بلاستيكية مغلفة بإفرازات من سحالي أخرى بأحجام مختلفة.

لم تر السحالي سوى انعكاساتها الخاصة، والتي ظنوا دائماً أنها معادية لهم، لكنهم كانوا أكثر عدوانية عند تعرضهم لإفرازات من أفراد من نفس الحجم أو أصغر، وحتى أنهم حاولوا قضم المرآة عندما تم تزويدهم بإفرازات من متبرعين أصغر بشكل ملحوظ، وقال سكالي: "بدا الأمر كما لو أن السحلية علمت بطريقة ما أنها أكبر وأقوى، لذلك هاجمت".

لا يزال الباحثون لا يعرفون كيف تكشف المواد الكيميائية المعنية عن حجم السحلية، لكن سكالي وزملاؤه حددوا عدداً قليلاً من البروتينات التي قد تلعب دوراً أساسياً، وبعد ذلك، يخططون لاستخدام الأدوات الجينية لتحديد بقية البروتينات في هذه السوائل ذات الرائحة الكريهة.

أساليب السحالي في تحديد حجم منافسيها وأرضها

من جهتها، تساءلت أشويني موهان، عالمة الزواحف في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والتي لم يشارك في الدراسة، كيف يمكن أن تتغير أساليب السحالي مع تغير المناطق وارتفاع درجات الحرارة، وهي عملية يمكن أن تؤثر كيميائياً على إفرازات البروتين.

وقالت موهان: "سيكون من الرائع أن نرى كيف يؤثر هذا السلوك على بقائهم المستمر في ضوء تغير المناخ والتغيرات التي يصنعها البشر من خلال تدمير الموائل".

المصدر: مجلة علم البيئة السلوكي