اكتشف الباحثون في معهد غارفان للأبحاث الطبية مجموعة من خلايا الدماغ التي تعزز الشهية عندما يكون هناك فائض من الطاقة في الجسم، والذي يسبب تراكم الدهون الزائدة والسمنة.
جزيء NPY المحفز للشهية
وكتب الباحثون في مجلة الاستقلاب الخلوي " Cell Metabolism"، أن هذه الخلايا لا تنتج الجزيء المحفز للشهية NPY فحسب، بل تجعل الدماغ أكثر حساسية للجزيء، مما يزيد الشهية.
السمنة هي مشكلة صحية عامة رئيسية ومرض يصيب أكثر من واحد من كل 10 بالغين ويزيد من خطر إصابة الشخص بحالات مزمنة أخرى، مثل مرض السكري أو أمراض القلب، وفي حين أن العديد من العوامل يمكن أن تؤثر على تطور السمنة والتراكم المفرط للأنسجة الدهنية في الجسم، فإن أنماط تناول ومستويات النشاط البدني هي العوامل المساهمة الرئيسية.
اكتشاف خلايا المخ التي تعزز نشاط جزيء NPY المحفز للشهية
قال البروفيسور هربرت هيرزوغ، كبير مؤلفي الدراسة والعالم الزائر في معهد غارفان: "يمتلك دماغنا آليات معقدة تستشعر مقدار الطاقة المخزنة في أجسامنا وتعديل شهيتنا وفقاً لذلك، إحدى الطرق للقيام بذلك هي من خلال الجزيء NPY، الذي ينتجه الدماغ بشكل طبيعي استجابة للضغوط، مثل الجوع، من أجل دفع الشخص لتناول الطعام".
وتابع: "عندما تقل الطاقة التي نأخذها من الطعام عن الطاقة التي نستهلكها، ينتج دماغنا مستويات أعلى من NPY، وعندما يتجاوز مدخول الطاقة الكمية المستهلكة، تنخفض مستويات NPY ونشعر بجوع أقل، ومع ذلك، عندما يكون هناك فائض في الطاقة لفترة طويلة، مثل الدهون الزائدة في الجسم بسبب السمنة، يستمر NPY في زيادة الشهية حتى عند المستويات المنخفضة، وهذا ما أردنا أن نعرف سببه".
إنتاج جزيء NPY المحفز للشهية لا يتوقف بعد الإصابة بالسمنة
في نماذج الفئران للسمنة، قام الباحثون بفحص خلايا في الدماغ تسمى الخلايا العصبية التي تنتج NPY واكتشفوا، بشكل مفاجئ، أن 15٪ منهم كانوا مختلفين عن البقية، حيث لم يوقفوا إنتاج NPY بعد الإصابة بالسمنة.
وأضاف هيرزوغ: "وجدنا أنه في ظل ظروف السمنة، كانت الشهية في الغالب مدفوعة بالـ NPY الذي تنتجه هذه المجموعة الفرعية من الخلايا العصبية، لم تنتج هذه الخلايا NPY فحسب، بل قامت أيضاً بتوعية أجزاء أخرى من الدماغ لإنتاج مستقبلات إضافية أو محطات استقبال للجزيء مما يؤدي إلى زيادة الشهية".
وأردف: "ما اكتشفناه هو حلقة مفرغة تعطل قدرة الجسم على موازنة مدخلات الطاقة مع تخزين الطاقة وتعزز تطور السمنة".
واستطرد هيرزوغ: "تجيب دراستنا عن سؤال قديم يتعلق بكيفية التحكم في الشهية والسمنة، ولديها القدرة على أخذ تطوير العلاج في اتجاه جديد".
المصدر: مجلة الاستقلاب الخلوي