طفرات جينية لسرطان الثدي لدى النساء الشابات تساهم في الاستجابة للعلاج

علوم

دراسة تكشف عن طفرات مبكرة لسرطان الثدي تتنبأ بتطور المرض لاحقا

2 تموز 2023 14:06

وجدت دراسة قادها باحثون في جامعة سانفورد، أن بعض الطفرات الجينية لدى النساء الشابات ترتبط بسرطان الثدي المقاوم للعلاج، ولا ترتبط هذه الطفرات بسرطان الثدي المقاوم للعلاج لدى النساء الأكبر سناً، ويمكن أن تساعد النتائج، التي نُشرت في مجلة العلوم Science، في تحسين الممارسات الطبية وتقترح طريقة جديدة تماماً لتصنيف سرطان الثدي.

سرطان الثدي المقاوم للعلاج

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "الدكتور سفاستي هاريشاران" وهو أستاذ مساعد في جامعة سانفورد: "قد تكون هناك آليات مختلفة تماماً تؤدي إلى الإصابة بالسرطان لدى الشباب وكبار السن، الأمر الذي يتطلب تعديل نظرتنا للشيخوخة والسرطان".

ركز البحث بشكل أساسي على سرطان الثدي ER HER2، وهو أحد أكثر أشكال المرض شيوعاً، وعادة ما يتم علاجه بالعلاجات الهرمونية، ولكن بالنسبة لبعض المرضى، لا تعمل هذه العلاجات، حيث أن حوالي 20٪ من الأورام تقاوم العلاج منذ البداية، وما يصل إلى 40٪ تكتسب مقاومة بمرور الوقت.

طفرات جينية لسرطان الثدي تتنبأ بتطور المرض

يقول هاريشاران: "إن فهم كيفية تطور أشكال معينة من سرطان الثدي بطريقة تجعلها تقاوم العلاج في النهاية يمكن أن يساعدنا في تصنيف المرض بشكل أفضل، وقد يساعد أيضاً الأطباء على تعديل خطط العلاج للمرضى الذين من المحتمل أن يواجهوا مقاومة للعلاجات القياسية، بالنسبة للعلماء مثلي، يمكن أن يساعد هذا في توجيه البحث لتطوير علاجات جديدة للتغلب على هذه العقبات".

تضمنت الدراسة تحليلاً شاملاً لقاعدة بيانات كبيرة لمرضى سرطان الثدي، وكشفت أنه في مرضى سرطان الثدي ER + / HER2، كان لطفرات جينية معينة علاقة قوية بالاستجابة للعلاج، وكانت التأثيرات تعتمد على العمر، حيث كانت بعض الطفرات الجينية مرتبطة فقط بسرطان الثدي المقاوم للعلاج لدى النساء الأصغر سناً.

ويقول هاريشاران: "كان هذا اكتشافاً غريباً لدرجة أننا لم نصدقه في البداية، لكن الأنماط نفسها ظهرت مراراً وتكراراً في قاعدة بيانات تلو الأخرى".

طفرات جينية لسرطان الثدي لدى النساء الشابات تساهم في الاستجابة للعلاج

كانت الطفرات التي حددها الباحثون في الجينات المشاركة في تكاثر الخلايا، وهي العملية التي تنمو بها الخلايا وتنقسم، هي المسؤولة عن إصلاح الأخطاء عند حدوثها، وهي عملية تتوقف في جميع أنواع السرطان تقريباً.

يقول هاريشاران: "يحدث خلل في تنظيم دورة الخلية في وقت مبكر جداً من تطور السرطان لدرجة أننا لا نفكر عموماً فيما إذا كانت الطفرات الفردية التي تسبب الخلل في تنظيم دورة الخلية يمكن أن تؤثر على استجابة السرطان النهائية للعلاج أو قدرته على الانتشار".

ومن خلال ربط نوع معين من خلل تنظيم دورة الخلية الذي يسبب السرطان بنتيجة المرض بعد سنوات عديدة من التشخيص، يقترح فريق البحث نموذجاً جديداً تماماً للتفكير في جميع أنواع السرطان ودراستها.

كيف تتطور الطفرات الجنينية لسرطان الثدي لدى النساء؟

ويؤكد هاريشاران: "هذا تحول جذري في الطريقة التي ننظر بها إلى السرطان، والذي يمكن أن يكون له آثار تتجاوز سرطان الثدي".

من أجل اختبار هذه الفرضية، حلل الباحثون تأثير طفرات دورة الخلية على نتائج المرضى في أنواع أخرى من السرطان، وفي تطور أخير، لاحظوا أنه في العديد من أنواع السرطان، يكون نمط خلل تنظيم دورة الخلية مهماً للسرطان لدى النساء، ولكنه أقل أهمية بالنسبة للسرطان لدى الرجال، ويشير هذا إلى أن تأثير عدم انتظام دورة الخلية يمكن أن يعتمد على الجنس وكذلك العمر. 

المصدر: مجلة العلوم Science