يمكن لمشاعر الحسد أن تؤذيك فعلاً، لكن لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، إليك كيفية تحويل الحسد إلى دليل وعامل تحفيز.
ما هي مشاعر الحسد؟
مثال على الحسد في أبشع صوره يرويه أحد الأطباء النفسيين: "كانت الصورة لرجل أشقر حسن المظهر في الأربعينيات من عمره، كان يبتسم للقارئ من أعلى الصفحة اليسرى من الصحيفة المحلية، وفي الأيام التي كنا لا نزال نقرأ فيها الصحف بإلقاء نظرة على العنوان الرئيسي، كان الخبر هو نعوة لطبيب نفساني من المنطقة، بارز ومعروف بكتبه الأكثر مبيعاً"، ركض مساران متوازيان في ذهني وأنا أقرأ المقال، كان أحدهما هو ما سأطلق عليه مسار "التوقعات الاجتماعية"، كيف اعتقدت أنه من المفترض أن أشعر"، في هذا المسار، شعرت بالشفقة على رجل أصيب بنوبة قلبية قبل الأوان، وعلى زوجته وبناته، أما المسار الثاني، والأقوى إلى حد بعيد، كان الحسد، عندما قرأت نعيه، لاحظت أنه كان أصغر مني وأكثر إنجازاً، وبصرف النظر عن كتبه الشعبية، فقد ظهر على شاشة التلفزيون الوطني، وكان لديه عيادة خاصة في منطقة غنية، حيث، كان يتقاضى مبالغ كبيرة ويعمل بشكل دائم".
"بدأ مسار الحسد في التنقيب عن ثقب في هذه الحياة المجيدة، كانت كتبه من أكثر الكتب مبيعاً، ربما لم تكن بهذه الأهمية، لكن أنا لم أقرأها مطلقاً ولم أكن على وشك زيادة ترتيبه في أمازون بشرائها الآن، نعم، لقد ظهر في برنامج أوبرا، لكن ربما كان مجرد دعاية؟ ربما كان لديه حالات طلاق متعددة؟ لا، قال المقال أنه كان لديه زواج طويل الأمد، حتى أنه كان لديه شعر أكثر بكثير مما كان لدي، وكان مظهره أفضل بكل المقاييس، وعندما رميت الجريدة بعصبية، أتذكر بوضوح صوتاً في رأسي يقول، بنوع من الرضا: حسناً ، إنه ميت وأنا لست كذلك".
هذه الحكاية صحيحة، ولكن الأهم هو مجموعة من العناصر المهمة التي سنبحثها في هذا الدليل.
حقائق عن مشاعر الحسد
- لا يبدو أن للحسد أي أساس منطقي، لم يساعدني موت هذا الرجل أكثر مما أضرني نجاحه.
- نحن نحسد بشدة أولئك الذين يشبهوننا بطريقة ذات مغزى، لو كان هذا الرجل رساماً أو عالماً بارزاً، أو حتى عالماً نفسياً عاش على بعد آلاف الكيلومترات، لما كان الحسد قد ظهر بهذه القوة.
- الحسد يشعرك بالخزي: هل تعتقد أن صديقنا الطبيب النفسي الحسود سيقف في مؤتمر احترافي ويعترف بهذه المشاعر؟ لن يفعل ذلك إطلاقاً بالتأكيد.
- أحيانًا ما يكون الحسد مصحوباً بشعور بالاستمتاع بمصيبة شخص آخر.
كيف يمكن استخدام مشاعر الحسد كعامل للتحفيز
لم يُظهر الكثير منا العملية التي يتم من خلالها النظر بشكل مباشر وصادق في أحلك مخاوفنا وأعمق شكوكنا التي تنتج ثماراً غنية من معرفة الذات، والإحساس المتزايد بالذات والأمان الذي يأتي معها، لكن الحسد هو باب لعالمك السفلي الشخصي، وبدلاً من تجنب هذا الباب خوفاً من المكان الذي سيقود إليه، أقترح عليك أن تتعلم فتحه لاستكشاف الثروات التي تنتظر على الجانب الآخر، حيث يؤكد الخبراء أنه من المفيد للغاية مساعدة الناس على الاعتراف بحسدهم وإلقاء نظرة على ما يحاولون إيصاله، وما ستجده هو هذا: الحسد ليس علامة على وجود خطأ ما فيك، إنها علامة على أن هناك شيئاً صحيحاً معك ولست تدعيه، لكن انظر ما سبب الحسد وحاول أن تصل بنفسك إلى مستوى الأشخاص الذين تحسدهم، وإذا لم تتمكن من تجاوزهم فعليك بفعل أفضل ما لديك.
المصدر: موقع Psyche