تأثير اضطرابات الميتوكوندريا على إنتاج الخلايا البائية للأجسام المضادة للعدوى الفيروسية لدى الأطفال

علوم

الأطفال المصابون باضطرابات الميتوكوندريا لديهم استجابة أضعف للأجسام المضادة للعدوى الفيروسية

8 تموز 2023 12:27

في دراسة جديدة، وجد باحثو المعاهد الوطنية للصحة "NIH" أن تغيير وظيفة الخلايا البائية لدى الأطفال المصابين باضطرابات الميتوكوندريا أدى إلى استجابة أضعف وأقل تنوعاً للأجسام المضادة للعدوى الفيروسية.

تأثر الخلايا البائية باضطرابات الميتوكوندريا

وقاد الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers، باحثون في المعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري NHGRI، الذين حللوا النشاط الجيني للخلايا المناعية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الميتوكوندريا، والذين وجدوا أن الخلايا البائية التي تنتج أجساماً مضادة لمكافحة الالتهابات الفيروسية، أقل قدرة على تحمل الإجهاد الخلوي.

وقالت إليزا جوردون ليبكين، طبيبة أبحاث مساعدة في قسم التمثيل الغذائي والعدوى والمناعة التابع لـ NHGRI والمؤلفة الأولى للدراسة: "إن عملنا هو أحد الأمثلة الأولى لدراسة كيفية تأثر الخلايا البائية في مرض الميتوكوندريا من خلال النظر إلى المرضى من البشر".

وظيفة الميتوكوندريا

تعد الميتوكوندريا مكونات مهمة لكل خلية في الجسم تقريباً لأنها تحول الطعام والأكسجين إلى طاقة، وتم ربط المتغيرات الجينية في أكثر من 350 جين باضطرابات الميتوكوندريا مع أعراض متنوعة اعتماداً على الخلايا المصابة.

وقال الدكتور بيتر ماكغواير رئيس قسم الأيض والعدوى والمناعة في NHGRI، وكبير مؤلفي الدراسة: "بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الميتوكوندريا، يمكن أن تكون العدوى مهددة للحياة أو يمكن أن تزيد من تفاقم مشاكلهم، أردنا أن نفهم كيف تختلف الخلايا المناعية في هؤلاء المرضى وكيف يؤثر ذلك على استجابتهم للعدوى".

اضطرابات الميتوكوندريا

يعاني حوالي 1 من كل 5000 شخص في جميع أنحاء العالم من اضطراب الميتوكوندريا، ومن أمثلة اضطرابات الميتوكوندريا "متلازمة لي" التي تؤثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي، و"متلازمة كيرنز ساير"، التي تؤثر بشكل أساسي على العينين والقلب، وبينما من المعروف أن اضطرابات الميتوكوندريا تؤثر على أعضاء مهمة مثل القلب والكبد والدماغ، لا يُعرف الكثير عن كيفية تأثيرها على جهاز المناعة.

باستخدام تقنية جينومية تسمى تسلسل الحمض النووي الريبي أحادية الخلية، والتي تحلل نشاط الجينات في أنواع مختلفة من الخلايا، درس الباحثون الخلايا المناعية الموجودة في الدم.

تحتوي هذه الخلايا على أنواع مختلفة من خلايا الدم البيضاء التي تساعد الجسم على محاربة العدوى، وخلال الظروف المجهدة، تنتج هذه الخلايا ميكرو آر إن إيه يسمى mir4485.

وهو عبارة عن سلاسل صغيرة من الحمض النووي الريبي RNA التي تساعد في التحكم في متى وأين يتم تشغيل الجينات أو إيقاف تشغيلها، ويتحكم mir4485 في المسارات الخلوية التي تساعد الخلايا على البقاء.

وقال الدكتور ماكغواير: "نعتقد أن الخلايا البائية في هؤلاء المرضى تتعرض للإجهاد الخلوي عندما تتحول إلى خلايا بلازما وتنتج أجساماً مضادة، ثم تحاول هذه الخلايا البائية البقاء على قيد الحياة عن طريق إنتاج الرنا الميكروي للتكيف، لكن الخلايا البائية هشة للغاية بسبب طاقتها المحدودة، لذا فهي تصبح غير قادرة على تحمل الظروف المجهدة".

تأثير اضطرابات الميتوكوندريا على الجهاز المناعي

استخدم الباحثون تقنية تسمى VirScan لفحص جميع أنواع العدوى الفيروسية السابقة، وتقييم مدى نجاح الجهاز المناعي في محاربة تلك العدوى ومعرفة تأثير الخلايا البائية وخلايا البلازما على إنتاج الأجسام المضادة، ومع استجابة أضعف للأجسام المضادة، تكون أجهزة المناعة لدى الأطفال المصابين باضطرابات الميتوكوندريا أقل قدرة على التعرف على الفيروسات الغازية وإبطال مفعولها والتخلص من العدوى.

هذا ويهدف الباحثون إلى استخدام نتائج هذه الدراسة لتوجيه العلاج المستقبلي للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الميتوكوندريا، مع ملاحظة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التحويلية في هذا المجال البحثي.

المصدر: مجلة Frontiers