أطلقت سلسلة من هجمات التماسيح وأسماك القرش في جميع أنحاء العالم، تحذيرات من أن الناس يعرضون أنفسهم للخطر من خلال التعدي على أراضي الحيوانات المفترسة.
تزايد هجمات أسماك القرش على شواطئ الولايات المتحدة
ففي الأسبوع الماضي، بينما كانت أمريكا تحتفل بعطلة الرابع من تموز، عمت الفوضى في أحد شواطئ نيويورك عندما تعرض شاب يبلغ من العمر 15 عاماً لهجوم سمكة قرش.
وقع الهجوم على نفس الامتداد من ساحل لونغ آيلاند الذي شهد ست هجمات لأسماك القرش على مدار ثلاثة أسابيع فقط العام الماضي.
والحادث الأخير، الذي نجت منه الفتاة المراهقة، جاء في نفس اليوم الذي كاد أن يتم فيه إغلاق شاطئ نافاري بالقرب من بينساكولا في فلوريدا، حيث تم مشاهدة زعنفة سمكة قرش تدور بشكل مشؤوم في المياه الزرقاء، بينما صرخ الناس الخائفون وحاولوا الخروج من الماء.
الخبراء يحذرون من هجمات التماسيح المتكررة
لكن أسماك القرش ليست المفترس الوحيد الذي يثير الرعب لدى الناس الذين يمارسون أعمالهم، حيث تصدرت سلسلة من هجمات التمساح المخيفة، وبعضها مميتة، عناوين الأخبار في الأشهر الأخيرة، وحذر الخبراء من أنه من المؤكد أن يتبعها المزيد.
وعلى الرغم من احتلال التماسيح وأسماك القرش عناوين الأخبار، يقول الخبراء أن الحيوان الذي من المرجح أن يؤذيك أو يقتلك هو دب، على الرغم من سمعته المحبوبة في بعض الأحيان، وحذروا من احتمال حدوث المزيد من الهجمات، حيث يواصل البشر التعدي على الموائل الطبيعية للحيوانات.
هجمات الحيوانات ترتبط باعتداء البشر على الموائل الطبيعية
يتضح الخطر الذي تشكله الدببة في دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLoS، والتي تتبعت وحللت إحصائيات هجوم الحيوانات على مدى 70 عاماً الماضية.
ووجدت الدراسة أنه من عام 1950 حتى عام 2019، لم تزداد الهجمات بمرور الوقت فحسب، بل كان السكان الأكثر فقراً في المناطق ذات الدخل المنخفض أكثر عرضة للهجمات.
وخلصت الدراسة، التي رصدت 5440 حادثة، إلى أنه في حين أن الأنواع والموائل المختلفة أحدثت فرقاً، فإن "العوامل التي تؤدي إلى هجمات كبيرة على الحيوانات آكلة اللحوم تعتمد إلى حد كبير على السياق الاجتماعي والاقتصادي".
أنشطة الإنسان اليومية والتوسع السكاني يزيد خطر هجمات الحيوانات
يتضمن هذا إحصائية مذهلة وجدت أن 48 في المائة من الضحايا في البلدان الغنية تعرضوا للهجوم أثناء الأنشطة الترفيهية، مثل المشي لمسافات طويلة وصيد الأسماك، وبالمقارنة، تم استهداف 89 في المائة من الضحايا الأفقر أثناء ممارسة حياتهم اليومية، مثل الزراعة.
وأشار "فينشنزو بينتيرياني" عالم البيئة الذي ساهم في الدراسة، إلى ارتفاع عدد السكان والتوسع الحتمي للمدن في الموائل الطبيعية، كأحد العوامل الدافعة وراء زيادة الهجمات، وقال بنتيرياني: "إذا جمعت بين تقليص الموائل الطبيعية مع توسع وانتشار المستوطنات البشرية، فمن الطبيعي أن تصبح المواجهات بين آكلات اللحوم الكبيرة والبشر أكثر تكراراً، إنها مجرد مسألة احتمالات".