حادثة مأساوية تكون سببا في عمل إنساني أعاد النور لعيون الآلاف في الأردن

تقارير وحوارات

هاشم المجالي يتحدث عن المأساة التي أدت لتأسيسه جمعية للتبرع بالقرنيات في الأردن ويبين أبرز إنجازاتها

31 تموز 2023 00:40

حادثة مأساوية ضحيتها طفل، كانت سببا في عمل إنساني أعاد البصر لعيون الآلاف في الأردن، فمن رحم الألم ولدت جمعية عمر هاشم المجالي للتبرع بالقرنيات، لتقدم بمسيرتها الطويلة أمثلة على الخير والعطاء، وتسلط الضوء على أهمية ثقافة التبرع بالأعضاء.

فقد أقامت الإعلامية الأردنية سوسن القاضي، مساحة صوتية في تويتر بعنوان "‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏نلتقي لنرتقي التبرع بالقرنيات من صلب الألم يولد أمل"، استضافت فيها مؤسس جمعية عمر هاشم المجالي للتبرع بالقرنيات، وعدد من الناشطين والإعلاميين والمهتمين، لتسلط الضوء على تأسيس هذه الجمعية ونشأتها ونشاطاتها وإنجازاتها، وتبرز أهمية ثقافة التبرع بالأعضاء، لكونها تمكن الإنسان بعد وفاته من تقديم مساعدة إنسانية لا تقدر بثمن لإنسان آخر هو بأمس الحاجة لها.

وخلال المساحة تم سرد الحادثة المأساوية التي كانت السبب في تأسيس جمعية التبرع بالقرنيات، وقد كان ذلك عام 2007 عندما سمع الطفل عمر هاشم المجالي الذي كان يبلغ من العمر حينها 10 سنوات، عن حملة لعيونك للتبرع لعمليات زراعة القرنيات للمكفوفين في الأردن في إحدى الإذاعات، وشارك بها وتبرع يومها بمبلغ 50 دينارا، وقال الطفل بقلب صاف ونقي ليتني أستطيع التبرع بأكثر من ذلك، لتكون هذه الكلمات كالوصية التي تسببت بإعادة النور لعيون الآلاف.

فبعد أيام من هذه المشاركة توفي هذا الطفل بحادث مؤلم، ورغم عمق الجرح وحجم المصيبة، استعان والده السيد هاشم المجالي بالصبر والإيمان، واستذكر كلمات ولده وأعلن بكل رجولة بأنه ووفاء منه لما وعد به إبنه عمر وما عمله بحب الخير الذي تفاعل بداخله رغم صغر سنه، ورغبة من أهله بالأجر والثواب فقد قرر أن يتبرع بقرنيتي إبنه، وتم بالفعل زرع قرنيتي الطفل عمر إلى شقيقين.

وبعد عام من وفاة الطفل عمر أقدم والده هاشم المجالي على تأسيس جمعية خيرية باسم ولده من أجل التبرع بالقرنيات لمساعدة المكفوفين، وما تزال هذه الجمعية قائمة منذ العام 2008 إلى يومنا هذا.

نشاطات جمعية عمر هاشم المجالي للتبرع بالقرنيات وإنجازاتها

وتحدث والد الطفل، العميد المتقاعد والخبير الأمني والاستراتيجي ومدعي عام مكافحة المخدرات، والحاصل على بكالوريوس قانون، وماجستير إدارة ودراسات استراتيجية، هاشم المجالي، عن النشاطات التي عملت عليها الجمعية منذ تأسيسها، مبينا بأن المشرفين عليها كانوا يقيمون في كل شهر رمضان حفل إفطار للأيتام ويتم التركيز على موضوع التبرع بالقرنيات والكلى، ويأتون بأهالي الأشخاص المتبرعين والذين تم التبرع لهم ليتعارفوا، ويأتوا بأطباء ورجال دين مسلمين ومسيحيين ليشرحوا بأن التبرع بالأعضاء والقرنيات جائز وصدقة جارية.

ولفت إلى أنهم استخدموا كل وسائل الإعلام وكانوا يشاركون في كافة النشاطات، وذهبوا إلى جميع المحافظات الأردنية وأقاموا الندوات، وجاؤوا بأطباء العيون والأشخاص الذين قاموا بزراعة القرنيات، ليتحدثوا عن حالتهم قبل زراعة القرنية وبعدها، بهدف مساعدة الناس.

وبين المجالي بأن الجمعية قامت بزراعة أكثر من 3000 قرنية، وأكثر من 37000 عملية تثبيت قرنية مع مركز ديكارت للعيون، كما تحدث عن قيام الجمعية بزراعة الكلى والقلب والكبد، إضافة إلى انها قدمت مساعدات عينية ومادية، مع التركيز في زراعة القرنيات على الأطفال.

وتخللت المساحة العديد من المشاركات التي تم الحديث فيها عن حالات شخصية تضمنت مبادرات إنسانية تمت فيها عمليات تبرع بالقرنيات لمكفوفين، لتعيد لهم ليس فقط القدرة على الرؤية، بل أعادت لهم الحياة مجددا وأعادتهم إليها، وأدخلت الفرحة إلى قلوبهم وقلوب محبيهم.

المصدر: تويتر