كيف يؤثر تعرض الجنين للمواد الكيميائية المسرطنة على حاسة السمع بعد الولادة؟

علوم

تعرض الجنين للمواد الكيميائية المسببة للسرطان مرتبط بفقدان السمع بعد سنوات من الولادة

12 آب 2023 16:07

توصل بحث حديث، إلى أن إحدى المواد المسرطنة التي تم حظر استعمالها منذ عقود قد تؤدي إلى فقدان السمع بعد سنوات من تعرض الطفل الذي لم يولد بعد (في مرحلة الجنين) لهذه المواد الكيميائية، ولاحظ باحثون من معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة بجامعة إلينوي أن الموسيقى والفئران والتصوير المجهري أتاح فهم كيفية تأثير بعض المواد الكيميائية على صحة السمع بشكل مفصل، وكشفت دراستهم أن تعرض الجنين للمواد الكيميائية البيئية التي تسمى مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور PCBs جعلت من الصعب على الفئران التعافي من الصدمات المرتبطة بحاسة السمع في وقت لاحق من الحياة.

ماهي المواد الكيميائية البيئية التي تسمى مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور PCBs؟

مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور عبارة عن مواد كيميائية مسرطنة كانت تستخدم سابقاً في المنتجات الصناعية والاستهلاكية، وعلى الرغم من حظرها في معظم دول العالم الصناعية منذ سبعينيات القرن الماضي، لا تزال هذه المركبات تسبب الأضرار بسبب تركيبها الكيميائي المستقر والذي يجعل من الصعب على البيئة التخلص منها، واليوم، يعد تناول الأسماك الملوثة هي الطريقة الأكثر شيوعاً لاستمرار ثنائي الفينيل متعدد الكلور في إيذاء الناس.

مخاطر تعرض الجنين للمواد الكيميائية التي تسمى مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور

يقول الدكتور "دانيال لانو" الأستاذ في قسم علم وظائف الأعضاء الجزيئي والتكامل والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية في بيان جامعي: "تكون الفترة الأكثر حساسية في الحمل لهذه الأنواع من حالات التعرض هي عادةً في وقت مبكر من الحمل، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لكن مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور هي مركبات كيميائية يمكنها المرور ببساطة عبر جميع أنواع الأغشية، ولذلك يمكنهم عبور المشيمة ويمكنهم الوصول إلى الدماغ، وهذا يجعلها خطرة بشكل خاص في جميع مراحل الحمل".

تعرض الجنين للمواد الكيميائية المسرطنة مرتبط بفقدان السمع بعد سنوات من الولادة

وبالاستناد إلى الأبحاث السابقة، افترض لانو والفريق أنه إذا تعرض شخص ما لثنائي الفينيل متعدد الكلور في الرحم لصدمة تتعلق بالسمع في وقت لاحق من الحياة، مثل العمل في وظيفة تكون فيها مستويات الضوضاء مرتفعة باستمرار، فقد لا يتعافى سمعه بشكل جيد، ولفحص هذه الفرضية عن كثب، قاموا بتحويل تركيزهم بعيداً عن دراسة القشرة السمعية مثلما فعل الباحثون الآخرون، وبدلاً من ذلك، حوّل الفريق تركيزهم إلى فحص الأكيمة السفلية في الفئران، وهي المنطقة السفلية من الدماغ المسؤولة عن تكامل الإشارات العصبية، وباستخدام التصوير متعدد الفوتونات، وجدوا ضرراً دائماً نتيجة لثنائي الفينيل متعدد الكلور والضوضاء.

يقول لانو: "هذا مجهر فريد من نوعه، ونحن أحد المختبرات القليلة في العالم التي تقوم بهذا النوع الخاص من التصوير في منطقة الدماغ هذه، لقد أظهر العلماء في الماضي أنه إذا عرّضت الفأر لأصوات عالية، فبمرور الوقت تصبح الخلايا العصبية في الدماغ شديدة الاستجابة، ولكن عند الجمع بين التعرض لثنائي الفينيل متعدد الكلور والضوضاء، واستخدام تقنية التصوير لدينا، تلاشت تلك الاستثارة المفرطة".

كيف يؤثر تعرض الجنين للمواد الكيميائية المسرطنة على حاسة السمع بعد الولادة؟

ولدهشة العلماء، أصبحت الخلايا العصبية أيضاً غير منفعلة، وهو اكتشاف جديد، ولفهم سبب حدوث ذلك بشكل أفضل، استخدم الفريق طريقة التحليل الكيميائي، فعندما تتعرض الخلايا للسموم، فإنها تخضع للإجهاد التأكسدي، وهي عملية تطلق مواد كيميائية عالية التفاعل تسمى جذور الأكسجين، ويمكن للجسم التخلص من الجذور باستخدام نظام جوهري داخل الجسم، ولكن يبدو أن ثنائي الفينيل متعدد الكلور والضوضاء يمكن أن تدفع الإجهاد التأكسدي إلى زيادة السرعة، مما يضعف القدرة على التعافي من الصدمات التي تؤثر على حاسة السمع. 

المصدر: مجلة Neuroscience