يحصل معظم المصابين بالاكتئاب على الراحة من خلال الأدوية، لكن عملية التجربة والخطأ لإيجاد الدواء المناسب يمكن أن تكون طويلة للغاية، ويمكن أن يفسر ذلك سبب عدم استجابة الكثير من الناس لمضادات الاكتئاب الشائعة.
ولكن إذا علم الطبيب أن مريضه يعاني من نوع معين من الاكتئاب، فقد يكون لديه فرصة أفضل في وصف الدواء المناسب له من المرة الأولى، حيث اكتشف الباحثون أن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يصابون بـ "النمط الحيوي المعرفي".
اكتشاف نوع جديد من الاكتئاب مقاوم للأدوية
حدد باحثو جامعة ستانفورد نوعاً جديداً من الاكتئاب يتميز بمشاكل في الإدراك، وهو مقاوم بشكل خاص لمضادات الاكتئاب التي يتم وصفها بشكل شائع.
وقد يسهل هذا الاكتشاف على الباحثين والأطباء تحديد نوع الأدوية التي ستساعد المرضى، مهما كان نوع الاكتئاب الذي يعانون منه.
فعالية مضادات الاكتئاب تختلف حسب نوعه
في أي وقت، يعاني حوالي 5٪ من البالغين من الاكتئاب، ويعانون من مشاعر الحزن لفترات طويلة، وغالباً من دون سبب واضح.
الخبر السار هو أن معظم المصابين بالاكتئاب يمكن أن يحصلوا على الراحة من خلال الأدوية، لكن النبأ السيئ هو أن هناك الكثير من مضادات الاكتئاب، كل منها يعمل على الدماغ بطريقة مختلفة قليلاً.
ونظراً لأن الأطباء عادةً لا يملكون أي وسيلة لمعرفة أي مضاد للاكتئاب سيعمل بشكل أفضل بالنسبة لمريض معين، فإنهم يبدأون عادةً بوصف شيء يميل إلى مساعدة العديد من الأشخاص، مثل دواء "ليكسابرو"، وإذا لم يفلح ذلك، وبعد بضعة أسابيع ، قد يصفون دواء آخر، وتستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً إلى حد ما، وقد يتناول المرضى بعض الأدوية التي ستجعل أعراضهم أسوأ.
مخاطر مرحلة تجريب مضادات الاكتئاب
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة "لورا هاك": "أشاهد بانتظام المعاناة وفقدان الأمل وزيادة حالات الانتحار التي تحدث عندما يمر الناس بعملية التجربة والخطأ التي نقوم بها، وذلك لأننا نبدأ بالأدوية التي لها نفس آلية العمل الاعتيادية بالنسبة للشخص المصاب بالاكتئاب، على الرغم من أن الاكتئاب ليس حالة واحدة فقط".
ولكن إذا علم الطبيب أن مريضه يعاني من نوع معين من الاكتئاب، فقد يكون لديه فرصة أفضل في وصف الدواء المناسب له في المرة الأولى، لذلك أطلق فريق جامعة ستانفورد دراسة تبحث عن القواسم المشتركة بين أكثر من 700 شخص لم يتناولوا علاج للاكتئاب.
نوع جديد من الاكتئاب يتميز بأعراض مرتبطة بمشاكل الإدراك
وأثناء الدراسة، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث تلقى أعضاء كل مجموعة مضاد للاكتئاب لمدة 8 أسابيع: المجموعة الأولى أخذت دواء ليكسابرو Lexapro، والثانية أخذت دواء يحتوي على "سيرترالين" مثل زولوفت Zoloft والمجموعة الثالثة تناولت دواء إيفيكسور Effexor.
وقبل وبعد بدء العلاج، خضع الجميع للاختبارات المعرفية وسجلت أعراض الاكتئاب لديهم في التقييمات الذاتية والمسوحات التي يديرها الأطباء، وفي بداية الدراسة، أكمل ما يقارب 100 من المشاركين أيضاً مهمة معرفية أثناء فحص أدمغتهم، وكان معدل الراحة الإجمالي للنمط الحيوي المعرفي من الاكتئاب 9 ٪ أقل من بقية المجموعات.
اكتشف الباحثون أن 27٪ من المشاركين المصابين بالاكتئاب لديهم أيضاً أعراض مهمة مرتبطة بالإدراك، أي مشكلات في التركيز والتخطيط والتحكم في النفس وما إلى ذلك، بالإضافة إلى انخفاض النشاط في جزء من الدماغ يُعرف باسم "دائرة التحكم المعرفي".
نوع جديد من الاكتئاب يسمى النمط الحيوي المعرفي
لقد أطلقوا على هذا النوع من الاكتئاب إسم "النمط الحيوي المعرفي"، وعندما نظروا في كيفية استجابة الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاكتئاب للأدوية، وجدوا أنه من غير المرجح أن يحصلوا على الراحة باستخدام أي من الأدوية المذكورة سابقاً، فبالنسبة للنمط الحيوي المعرفي، كان معدل الراحة الإجمالي حوالي 39 ٪ مقارنة بحوالي 48 ٪ لبقية المشاركين في الدراسة.
المصدر: جامعة ستانفورد