الاكتئاب يقلل من التحكم المعرفي في هذه الأوضاع

علوم

الاكتئاب يقلل من التحكم المعرفي في الأوضاع العاطفية والحيادية

27 تشرين الثاني 2022 22:15

من المعروف أن صعوبة التفكير أو التركيز من الأعراض الشائعة للاكتئاب، حيث أنه غالبا ما يفتقر الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى التحكم المعرفي المطلوب لتحقيق الأهداف الخاصة بهم، 

 وقد سعى بعض الباحثون في جامعة بادوفا الإيطالية لتحديد ما إذا كان هذا النقص موجودا أثناء القيام بمهام تثير مشاعرهم كالأوضاع العاطفية وما إذا كانت موجودة عند القيام بمهام محايدة، بجانب اهتمامهم بتحديد أنواع المهام التي تؤدي إلى تحكم إدراكي أقل من غيرها لدى مصابي الاكتئاب.

ارتباط الاكتئاب بالتحكم المعرفي

تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن الاكتئاب يؤدي إلى معاناة الشخص المصاب به من صعوبات في التحكم المعرفي في كل من المهام والأوضاع العاطفية والحيادية بالفعل، لكنهم قالوا أنه عندما كانت هناك تأثيرات عاطفية كان يواجه الأشخاص صعوبة أكبر في التحكم المعرفي مقارنة بالمهام والأوضاع المحايدة، ما بين أن إدارة الانتباه لديهم كانت تحديا أساسيا، بجانب اكتشافهم ان قيام أولئك الأشخاص بالمهام المتكررة كان صعبا أيضا.

كما أشار الباحثين إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يكافحون للتغلب على المحفزات العاطفية أكثر من غيرهم لحل المشكلات وتعديل الانتباه والتحكم المعرفي الخاص بهم، فكلما كانت تلك المحفزات العاطفية أكثر ازعاجا زادت من صعوبة حل المشكلة والتحكم في الأمر، الأمر الذي سلط الضوء على هدف الدراسة الأساسي المتمثل في فهم تعقيدات التحكم المعرفي خلال نوبات الاكتئاب تلك.

حيث حصل الباحثون على عينة من 82 تطوعا مشاركا فيها، والتي كانت نسبة الاناث منها 63% تقريبا ويتمتعن بصحة جيدة ولا يتناولن أي أدوية نفسية، حيث تم قياس أعراض الاكتئاب لديهن من خلال مقياس Beck Depression Inventory-II، والذي يعد مقياسا موثوقا ومعمولا به في جميع أنحاء العالم.

بعد ذلك، طلب من المشاركات إكمال نشاط رقمي يصنف مجموعة من الكتل المختلفة، حيث اشتمل النشاط على إصدارات بسيطة وأكثر تحديا، بما في ذلك تكرار المهام البسيطة نفسها مع إمكانية التبديل بين المهام البسيطة والمعقدة بشكل عشوائي خلالها.

كما وتم تقسيم هذه المهام إلى ظروف "ساخنة" و "بارد"، بحيث كانت حالة الظرف البارد للكتل ذات الأشكال الهندسية المقررة لتسهيل التصنيف، بينما ظرف الساخن كان يحتوي على كتل عليها صور للوجوه اثنين منها بابتسامة واثنين ذات وجه حزين، وقد تم جمع وتحليل أوقات الاستجابة للمهام في نهاية المطاف لدراستها.

وتوقعت المؤلفة الرئيسي للدراسة، كارولا ديل أكوا، وزملائها أنه مع زيادة أعراض الاكتئاب، كانت أوقات الاستجابة في حالة الظروف الساخنة تشير لوجود تحديات في التحكم المعرفي، كما وتوقعوا أن أوقات الاستجابة كانت أطول عند تعريضهم لكتل ذات الوجوه البائسة مقارنة بالوجوه المبتسمة.

على عكس التوقعات، كانت النتائج مفاجئة للجميع، وذلك لأن الأشخاص قد كافحوا من أجل الحفاظ على التحكم المعرفي في كل من المهام العاطفية والحيادية "الساخنة والباردة"، وعندما كان يتم تكرار المهام في كلا الحالتين لوحظ وجود زيادة في أوقات الاستجابة مقارنة بالمهام الفردية أو التي اشتملت على إمكانية التبديل، بجانب أنهم لم يجدوا فرقا في وقت الاستجابة بين المهام ذات الوجوه المبتسمة والعابسة.

الاكتئاب والتحكم المعرفي

تقول الباحثة ديل أكوا:" تتماشى نتائج هذه الدراسة مع واحدة من الدراسات القليلة السابقة، التي كانت قد تبنت تجربة عاطفية جمعت ما بين المشاعر الممتعة وغير السارة، حيث قمنا بنموذج خاص بنا ولاحظنا نفس النتائج تقريبا خاصة في نموذج تبديل المهام العاطفي، فبغض النظر على تكافؤ التحفيز العاطفي فيها، كان الأفراد المصابين بالاكتئاب يعانون من صعوبة في التحكم المعرفي".

إن هذا الدراسة تساعد الباحثين على فهم العلاقة بين كل من تعقيدات التحكم المعرفي والانتباه والاكتئاب وفصلها عن بعضها البعض أيضا، حيث توصل الباحثون إلى استنتاج يقول:" تظهر هذه النتائج أن وجود أعراض الاكتئاب مرتبط بصعوبة عامة في ممارسة التحكم المعرفي في كل من السياقين العاطفي والحيادي، والذي يزيد بشكل أكبر عند تزايد المواد العاطفية المحفزة".


المصدر: مجلة Psy Post