العلاقة بين توازن بكتيريا الأمعاء في مرحلة الطفولة والإصابة بالحساسية لاحقاً

علوم

خلل بكتيريا الأمعاء في مرحلة الطفولة المبكرة مرتبط بالإصابة بالحساسية في وقت لاحق

31 آب 2023 17:20

وجدت دراسة جديدة أن أربعة أنواع رئيسية من أنواع الحساسية لدى الأطفال تشترك في سمة مشتركة، هي خلل في بكتيريا الأمعاء أثناء مرحلة الرضاعة، ومن المأمول أن تساعد النتائج في علاجات تصحح ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال، مما قد يمنع أمراض الحساسية مدى الحياة.

العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والجهاز المناعي للرضيع

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الحساسية، وكما هو الحال مع العديد من الحالات الصحية في الآونة الأخيرة، فقد تم ربطها بصحة الأمعاء وميكروبيوم الأمعاء، وبالنظر إلى أن الميكروبيوم والجهاز المناعي للرضيع ينضجان سوية، فقد بحثت دراسة جديدة في العلاقة بين الاثنين.

العلاقة بين توازن بكتيريا الأمعاء في مرحلة الطفولة والإصابة بالحساسية لاحقاً

نظر باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية ومستشفى كولومبيا البريطاني للأطفال في كندا، في الدور الذي لعبته بكتيريا الأمعاء وتأثيرات الحياة المبكرة في تطوير أربعة أنواع رئيسية من الحساسية لدى الأطفال: الأكزيما والربو وحساسية الطعام وحمى القش.

وقال "ستيوارت تورفي" المؤلف المشارك للدراسة: "إننا نرى المزيد والمزيد من الأطفال والأسر يطلبون المساعدة في قسم الطوارئ بسبب الحساسية، يعاني مئات الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم من الحساسية، بما في ذلك واحد من كل ثلاثة أطفال في كندا، ومن المهم أن نفهم سبب حدوث ذلك وكيف يمكن الوقاية منه".

وعلى الرغم من أن أنواع الحساسية الأربعة لها أعراضها الخاصة، إلا أن الباحثين أرادوا معرفة ما إذا كان لديهم أصل مشترك مرتبط بتركيب البكتيريا في الأمعاء.

القواسم المشتركة بين ميكروبات الأمعاء والإصابة بالحساسية لدى الأطفال

يقول "تشاريس بيترسن" أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: "هذه تشخيصات مختلفة من الناحية الفنية، ولكل منها قائمة أعراض خاصة به، لذلك يميل معظم الباحثين إلى دراستها بشكل فردي، ولكن عندما تنظر إلى ما يحدث على المستوى الخلوي، فستجد أن لديهم في الواقع الكثير من القواسم المشتركة".

تتبع الباحثون 1115 طفلاً منذ الولادة وحتى سن الخامسة، ومن بين الأطفال، تم تعريف 523 طفلاً على أنهم "أصحاء" أي لا يوجد دليل أو تاريخ من الحساسية، وتم تشخيص 592 طفلاً من قبل طبيب خبير بالإصابة بواحد أو أكثر من اضطرابات الحساسية، مثل التهاب الجلد والربو والتهاب الأنف التحسسي وحساسية الطعام، وتم تحليل الميكروبات الخاصة بالأطفال من عينات البراز التي تم جمعها عند عمر ثلاثة أشهر وسنة واحدة.

اختلال توازن بكتيريا الأمعاء لدى الأطفال مرتبط بالإصابة بالحساسية لاحقاً

كشفت عينات البراز عن "بصمة" بكتيرية شائعة مرتبطة بالأطفال الذين أصيبوا بأي من أنواع الحساسية الأربعة في سن الخامسة، مما يشير إلى وجود ميكروبات الأمعاء غير المتوازنة أو الخلل الحيوي الذي من المحتمل أن يؤدي إلى ضعف بطانة الأمعاء وارتفاع الاستجابة الالتهابية في القناة الهضمية.

أهمية توازن ميكروبيوم الأمعاء لدى الأطفال

وقالت "كورتني هوسكينسون" المؤلفة الرئيسية للدراسة: "عادة، تتحمل أجسامنا وتحافظ على ملايين البكتيريا التي تعيش في أمعائنا لأنها تفعل الكثير من الأشياء الجيدة لصحتنا، وبعض الطرق التي نحافظ بها على هذه البكتيريا هي عن طريق الحفاظ على حاجز قوي بينها وبين خلايانا المناعية وعن طريق الحد من الإشارات الالتهابية التي من شأنها أن تدعو تلك الخلايا المناعية إلى العمل، ولكننا وجدنا انهياراً شائعاً في هذه الآليات لدى الأطفال قبل ظهور الحساسية". 

المصدر: مجلة Nature