على الرغم من العديد من التطورات الإيجابية، إلا أن الزيادة في "الضغوطات" أصبحت كبيرة جداً لدرجة أن الحياة الحديثة أصبحت أكثر كآبة من أي وقت مضى، وذلك وفقاً للخبير فيليب غولد.
صعوبات الحياة اليومية تزيد فرص الاكتئاب
إن ضغوط الحياة المعاصرة، من الحروب الثقافية والازدحام إلى الحمل الزائد للمعلومات وحتى الشيخوخة، أصبحت الآن أكثر ملاءمة للاكتئاب من أي وقت مضى خلال القرن الماضي على الأقل، وفقاً لخبير عالمي رائد في مجال الاكتئاب.
يقول فيليب غولد، الذي عمل في المعهد الوطني للصحة ووكالة الأبحاث الطبية التابعة للحكومة الأمريكية لمدة خمسة عقود: أن التقدم الطبي والتكنولوجي الهائل في العقود الأخيرة أدى إلى تحسين نوعية حياتنا إلى حد كبير، لكنه يعتقد أن الظروف اليومية أصبحت أكثر صعوبة، ومن المرجح أن تؤدي إلى الاكتئاب الآن أكثر مما كانت عليه في الماضي.
ويضيف أن الوعي المتزايد بالاكتئاب أعطى هذه القضية أهمية كبيرة فعلاً، ولكن أبعد من ذلك، هناك المزيد من التغييرات الأساسية في المجتمع التي تزيد المشكلة سوءاً.
ضغوطات الحياة المعاصرة
تتخذ هذه التغييرات أشكالاً عديدة وتشمل ارتفاعاً في المحفزات بجميع أنواعها، مثل الحمل الزائد للمعلومات، والضوء الاصطناعي، والهواتف المحمولة، جنباً إلى جنب مع التفاعلات الاجتماعية المتزايدة الحدة، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى التكنولوجيا الجديدة، على سبيل المثال، مثل الردود الغاضبة على تويتر وغيرها.
ضغوطات الحياة المعاصرة تساهم في زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب
وقال الدكتور غولد: "نحن لسنا مصممين من الناحية التطورية للتعامل مع أي من هذه الأمور، وبالتالي فهي تسبب لنا ضغوطاً هائلة، مما يؤدي إلى استجابة التهابية يمكن أن تغذي الاكتئاب".
"أعتقد أن الضغوطات أصبحت أكثر الآن، مع كل المحفزات التي يتعرض لها الناس في الوقت الحالي"، وقال الدكتور غولد: "يتعرض الناس للتوتر بشكل متكرر الآن أكثر مما تعرضوا له قبل 50 أو 100 عام، وكذلك في الآونة الأخيرة".
تأثير نمط الحياة المعاصرة على الصحة
ويضيف غولد: "هناك شكل من أشكال الالتهاب يحدث في سياق الضغوطات التي لم نتعرض لها في تطورنا المبكر والتي لم نكن مستعدين لها، ويشمل ذلك قلة ممارسة الرياضة، والإفراط في تناول الطعام، والضوء الاصطناعي الذي يتداخل مع إيقاعات الساعة البيولوجية، والشيخوخة، لأن الكثير من الناس لم يعيشوا أكثر من 35 عاماً منذ آلاف السنين".
المصدر: موقع Inews