النظام الغذائي المبكر هو سر الشيخوخة الصحية

تحسين النظام الغذائي بدون تقييد السعرات الحرارية

تشير دراسة جديدة من معهد بابراهام إلى وجود ارتباط بين النظام الغذائي الصحي المبكر والشيخوخة الصحية.

ما هو سر الشيخوخة الصحية؟

أفادت دراسة أجراها باحثون في معهد بابراهام باستخدام الخميرة إلى أن النظام الغذائي أثناء مرحلة الشباب يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الشيخوخة الصحية، فعلى مدى عقود من الزمن، أجرى العلماء العديد من الدراسات على الحيوانات والتي أظهرت الفوائد الصحية المترتبة على تقييد السعرات الحرارية، أي التخفيض المتعمد لعدد السعرات الحرارية المستهلكة، من دون الإصابة بسوء التغذية، وقد ثبت أنه يحسن الصحة في وقت لاحق من الحياة وربما يطيل العمر.

ولكن الدراسات التي أجريت على الفئران أشارت إلى ضرورة الحفاظ على تقييد السعرات الحرارية طوال الحياة حتى يكون لها تأثير، وإذا تم استئناف النظام الغذائي الطبيعي، ستختفي الفوائد الصحية، كما أن تقييد السعرات الحرارية المستهلكة هو أمر غير عملي.

وقال الدكتور جون هاوسلي، قائد فريق البحث في برنامج أبحاث علم الوراثة اللاجيني بالمعهد: "المشكلة هي أن عدد السعرات الحرارية التي يجب أن تستهلكها فعلياً لتحقيق هذا التأثير هو الوصول إلى حد الجوع، لذلك حتى لو تمكنا من قضاء حياتنا في استهلاك الكمية المناسبة من السعرات الحرارية لتحقيق هذا التأثير، فهو أمر مزعج للغاية".

وتابع: " لذلك لا أحد يفعل ذلك حقاً، ما سألناه في هذا البحث هو ما إذا كان بإمكاننا تحقيق تأثيرات مماثلة بمجرد تغيير النظام الغذائي".

تحسين النظام الغذائي بدون تقييد السعرات الحرارية

تقترح دراسة الفريق التي تم نشرها في مجلة PLOS Biology" " طريقة بديلة لتحسين الصحة خلال دورة الحياة، وذلك من خلال تحسين النظام الغذائي في بداية الحياة، دون تقييد السعرات الحرارية.

وأوضح الدكتور هاوسلي: "ما فعلناه هو أننا أخذنا الخميرة الناشئة، وهي كائن حي نموذجي للشيخوخة، وقمنا بتربيتها على نظام غذائي مختلف، حيث قمنا بتغيير النظام الغذائي عن الغلوكوز الغني، وهو ما يتم تربيتها عليه عادةً، ووجدنا أنه على الرغم من أن الخلايا لم تعش لفترة أطول، إلا أنها لم تظهر نفس علامات أمراض الشيخوخة وفقدان اللياقة البدنية التي تظهرها في النظام الغذائي الطبيعي".

وبدلاً من زراعة الخميرة على النظام الغذائي المعتاد الغني بالغلوكوز، قام الباحثون بتبديل النظام الغذائي إلى الغالاكتوز، ووجدوا أن العديد من التغيرات الجزيئية التي تصاحب الشيخوخة عادة لم تحدث.

وظلت الخلايا التي تنمو على الغالاكتوز، وهو سكر بسيط موجود في الحليب، تتمتع باللياقة مثل الخلايا الشابة حتى في وقت لاحق من الحياة، وقد انخفضت بشكل كبير فترة اعتلال صحتهم في نهاية حياتهم.

وقالت الدكتورة دوروتيا هوركاي، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "لقد أظهرنا أن النظام الغذائي في بداية الحياة يمكن أن يحول الخميرة إلى مسار أكثر صحة، ومن خلال إعطاء الخميرة نظاماً غذائياً مختلفاً دون تقييد السعرات الحرارية، تمكنا من قمع الشيخوخة، حيث لا تنقسم الخلايا، ولا يحدث فقدان اللياقة في الخلايا المتقدمة في السن".

وعلى الرغم من أن النتائج في الخميرة لا يمكن ترجمتها مباشرة إلى الإنسان، إلا أنها تشير إلى أهمية النظام الغذائي في مرحلة مبكرة من الحياة وتأثيره على الشيخوخة.

المصدر: مجلة PLOS Biology