الموت حتمي لكن المسار إليه يختلف بين الأشخاص، فبينما يظل بعض الأفراد نشيطين مع تقدمهم في العمر، يعاني آخرون من تراجع صحي سريع، ويلعب النظام الغذائي والتمارين الرياضية دورا أساسيا في الشيخوخة الصحية، بينما تقترب العلوم من اكتشافات ثورية في هذا المجال، ولكن هل يوجد حد أقصى لعمر الإنسان؟ فتشير الدراسات إلى أن نسبة الوصول إلى سن المئة لا تتجاوز 3% للنساء و1% للرجال في الدول المتقدمة.
وتظهر الأبحاث أن متوسط العمر المتوقع في الدول الغنية قد تباطأت زيادته خلال العقود الثلاثة الماضية، ومع ذلك يركز العلماء حاليا على مفهوم "العمر الصحي" بدلا من مجرد إطالة العمر، فبعض الأشخاص يعيشون حتى الثمانينيات بدون أمراض مزمنة، بينما يعاني آخرون من تدهور صحي مبكر.
التمارين والتغذية أساسيات مكافحة الشيخوخة
إن التمارين الرياضية بأنواعها المختلفة تحسن الصحة العامة وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، فالنظام الغذائي المتوسطي الغني بالخضروات والفواكه وزيت الزيتون، يظهر تفوقا واضحا في تعزيز طول العمر مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى.
ومن العوامل الحاسمة الأخرى تجنب التدخين، والحد من تناول الكحول، ومقاومة الخمول البدني، وفي اكتشاف مثير ربطت دراسة حديثة بين الكوابيس المتكررة والشيخوخة المبكرة، مما يضيف بعدا جديدا لفهمنا لعملية الشيخوخة.
وعلى الرغم من ضعف الأدلة العلمية حول فعالية العديد من المكملات الغذائية الشائعة، تظهر بعض الأدوية مثل الميتفورمين والراباميسين نتائج واعدة في الأبحاث الحالية، كما اكتشف العلماء مؤخرا مفهوم "المرونة المناعية" الذي قد يمنح بعض الأفراد ما يصل إلى 15 عاما إضافيا من الحياة الصحية.
أدوية واعدة لمكافحة الشيخوخة
وعلى الرغم من التقدم العلمي لا تزال الكثير من الأسئلة حول الشيخوخة دون إجابات قاطعة، وتنتشر في الأسواق مكملات تدعي مقاومة الشيخوخة، لكن الأدلة على فعاليتها ضعيفة، ومؤخرا فشلت دراسة في تأكيد دور "التورين" في إبطاء الشيخوخة، مما يذكرنا بأهمية التشكيك في الادعاءات غير المدعومة.
كما يدرس العلماء مؤشرات حيوية جديدة للشيخوخة، مثل "القدرة المناعية" التي تحدد قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات والأمراض.
ويؤكد الباحثون أن العوامل النفسية تلعب دورا مهما، حيث يرتبط التفاؤل بحياة أطول وصحة أفضل، كما يمكن أن تؤثر العوامل غير المتوقعة، مثل تكرار الكوابيس على سرعة الشيخوخة، فبينما لا يوجد حل سحري لإيقاف الزمن، فإن اتباع نمط حياة صحي والاستفادة من التطورات الطبية قد يجعل رحلة التقدم في العمر أكثر صحة وسعادة.