اهتمام الأشخاص بتهديدات تغير المناخ تعتمد على المكان الذي يعيشون فيه

منوعات

إدراك الأشخاص لتهديدات تغير المناخ مرتبط بالمكان الذي يقطنون فيه

14 أيلول 2023 15:33

لقد شهد كوكبنا هذا الشهر، الطقس الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث اشتعلت النيران في العديد من الأماكن في حين غمرت المياه بعض الأماكن الأخرى، ومع ذلك، هناك القليل من الأحداث التي يمكن أن تُعزى بشكل مباشر إلى تغير المناخ، ولكن احتمال حدوث أحوال جوية متطرفة يتزايد باستمرار، والناس يلاحظون ذلك.

تختلف تصورات الناس لخطر تغير المناخ باختلاف المكان

وعلى الرغم من ذلك، لا يهتم الجميع بهذا التهديد أو يشعرون به بنفس القدر، حيث يظهر بحث جديد في مجلة ( PLOS ONE)  أن هناك تناقضات في كيفية إدراك الأشخاص في مواقع مختلفة لتهديدات تغير المناخ، إلى حد كبير بحسب المكان الذي يعيشون فيه، أي إذا كانوا يعيشون في المناطق الحضرية أو الريفية.

تتأثر المدن بطرق مختلفة عن المناطق الريفية، فعلى سبيل المثال، هناك عدد أقل بكثير من المواقع الطبيعية في المناطق الحضرية، مما يخلق مشاكل في تصريف مياه الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض التبخر، حيث قيل أن المدن هي التي تقود العمل المناخي، وقد تطور النشاط المناخي مثل الحركة البيئية المستوحاة من غريتا ثونبرغ، في المقام الأول في المدن.

ومن ناحية أخرى، غالباً ما يرتبط الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية بقوة بالمكان الذي يعيشون فيه، ولأنهم قريبون من الطبيعة، يمكن أن يشعروا بشغف تجاهها، خاصة إذا كانت معيشتهم تعتمد على تلك البيئة.

في الدراسة الجديدة، أراد الباحثون معرفة كيف يواجه البريطانيون الذين يعيشون في المدن خطر تغير المناخ، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية، وكان المتوقع أن يشعر سكان الريف بارتباط أكبر بمكانهم.

ولكن الباحثون تساءلوا عما إذا كان ذلك يجعلهم ينظرون أيضاً إلى تغير المناخ باعتباره تهديداً أكبر، وهذا أمر لم يتم استكشافه من قبل، استناداً إلى عينة تمثيلية مكونة من 1071 مشاركاً في الاستطلاع من جميع أنحاء المملكة المتحدة.

أسباب إدراك الأشخاص لتهديدات تغير المناخ

وجد الباحثون أن الأشخاص في المناطق الريفية أظهروا درجات أعلى من الارتباط بالمكان مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المدن، ومع ذلك، كانت المفاجأة أن التهديد المتصور لتغير المناخ في معظم المواقع الريفية كان أقل.

ولأن هذه النتيجة لم تكن متوقعة، بدأ الباحثون بالبحث بشكل أعمق قليلاً عن الأسباب المحتملة، وكما تبين، هناك ثلاثة تفسيرات مقنعة:

1- الوعي:

قد لا يكون الناس في المناطق الريفية على دراية بتغير المناخ مثل سكان المدن، وينطبق هذا بالتأكيد على الأشخاص في بلدان أخرى مثل الصين، لذا قد ينطبق أيضاً على المشاركين في هذه الدراسة.

2- التجربة:

قد لا يعاني سكان المناطق الريفية من تغير المناخ بنفس الطريقة التي يعاني منها سكان المدن، وذلك لأن المناطق الريفية لديها مستويات أعلى من المساحات الخضراء مقارنة بالمناطق الحضرية، فعلى سبيل المثال، ستشعر بالحرارة بشكل أقل عندما تكون محاطاً بالأشجار من كل جهة.

3- المرونة:

قد يكون سكان الريف أكثر قدرة على الصمود في وجه التغيير، وقد لوحظ هذا الأمر سابقاً في غانا، حيث يقترن تأثير تغير المناخ على سبل عيش المزارعين مع القدرة العالية على التكيف مع تغير المناخ.

المصدر: مجلة PLOS ONE