تأثير تغير المناخ على باطن الأرض

منوعات

تغير المناخ السريع يساهم في زيادة الزلازل والنشاط البركاني

10 آب 2023 14:59

تختلف آثار تغير مناخ الأرض السريع من منطقة لأخرى, ففي بعض المناطق، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تواتر واحتمالية اندلاع حرائق الغابات والجفاف، وفي مناطق أخرى، يسبب تغير المناخ زيادة حدة الأمطار الغزيرة والعواصف أو تسريع وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية.

مخاطر تغير المناخ السريع

والشهر الماضي قدم لنا تغير المناخ مثالاً واضحاً على هذا التناقض، حيث تتعرض أجزاء من أوروبا وكندا للدمار بسبب حرائق الغابات، بينما سجلت بكين أعلى معدل هطول للأمطار منذ 140 عاماً على الأقل، وبالنظر إلى الوراء، بين عامي 2000 و 2019 فقدت الأنهار الجليدية في العالم حوالي 267 غيغا طن من الجليد سنوياً، ويساهم ذوبان الأنهار الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحر، التي ترتفع حالياً بنحو 3.3 ملم سنوياً، والمزيد من المخاطر المحتملة على السواحل مثل الفيضانات والتعرية.

تأثير تغير المناخ على باطن الأرض

ولكن، تشير الأبحاث إلى أن مناخنا المتغير قد لا يؤثر فقط على الأخطار على سطح الأرض، بل يمكن أن يؤدي تغير المناخ، وخاصة ارتفاع معدلات هطول الأمطار وذوبان الجليد، إلى تفاقم الأخطار الناشئة تحت سطح الأرض، مثل الزلازل والبراكين.

العلاقة بين تغير المناخ والنشاط الزلزالي

من المثير للاهتمام، أن الجيولوجيين اكتشفوا منذ فترة طويلة وجود علاقة بين معدلات هطول الأمطار والنشاط الزلزالي، ففي جبال الهيمالايا، على سبيل المثال، يتأثر تواتر الزلازل بدورة هطول الأمطار السنوية لموسم الرياح الموسمية الصيفية، وتكشف الأبحاث أن 48٪ من الزلازل في جبال الهيمالايا تضرب خلال أشهر الجفاف التي تسبق الرياح الموسمية في أشهر آذار ونيسان وأيار، بينما تحدث 16٪ منها فقط في موسم الرياح الموسمية.

وخلال موسم الرياح الموسمية الصيفية، يضغط وزن يصل إلى 4 أمتار من الأمطار القشرة الأرضية رأسياً وأفقياً، مما يؤدي إلى استقرارها، وعندما تختفي هذه المياه في الشتاء، فإن "الارتداد" الفعال يزعزع استقرار المنطقة ويزيد من عدد الزلازل التي تحدث.

تأثير تغير المناخ على النشاط البركاني

كما وجدت الأبحاث أيضاً ارتباطاً بين تغيرات الحمل الجليدي على قشرة الأرض وحدوث النشاط البركاني، فمنذ ما يقرب من 5500-4500 عام، برد مناخ الأرض لفترة وجيزة وبدأت الأنهار الجليدية في التوسع في آيسلندا، ويشير تحليل رواسب الرماد البركاني المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا إلى أن النشاط البركاني في آيسلندا انخفض بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، وكانت هناك زيادة لاحقة في النشاط البركاني بعد نهاية هذه الفترة الباردة، وإن كان ذلك بعد عدة مئات من السنين.

يمكن تفسير هذه الظاهرة بوزن الأنهار الجليدية التي تضغط على كل من قشرة الأرض والغطاء الأساسي، وهذا يؤدي إلى إبقاء المادة التي يتكون منها الوشاح تحت ضغط أعلى، مما يمنعه من الذوبان وتشكيل الصهارة اللازمة للانفجارات البركانية. 

المصدر: موقع The conversation