ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء المرض يزيد القدرة على مكافحة العدوى الفيروسية

علوم

دراسة جديدة: ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء المرض يمنع تكاثر الفيروسات

21 أيلول 2023 13:40

تعد الحمى أحد الأعراض الشائعة للأنفلونزا وكوفيد-19، إلا أن دورها الوظيفي في مقاومة العدوى الفيروسية لا يزال غامضاً إلى حد ما، ويمكن تفسير زيادة القابلية للإصابة بفيروس الأنفلونزا لدى كبار السن من خلال حقيقة أن الخلايا البشرية الأكبر سناً تمتلك إشارة ضعيفة لتحفيز الإنترفيرون من النوع الأول IFNs استجابةً لعدوى فيروس الأنفلونزا.

العلاقة بين درجة حرارة الجسم ومقاومة العدوى

ومع ذلك، فإن دور التغيرات الأخرى المرتبطة بالعمر في قابلية الإصابة بعدوى فيروس الأنفلونزا لا يزال غير واضح، وعلاوة على ذلك، فإن الأفراد المسنين لديهم أيضاً متوسط درجات حرارة أقل للجسم، ولذلك أجرى فريق من الباحثين من جامعة طوكيو دراسة لاكتشاف الفجوة بين درجة حرارة الجسم ومقاومة العدوى من خلال الاستفادة من هذه الملاحظات السريرية، ووفقاً للأبحاث، فإن ارتفاع درجة حرارة الجسم يمنع تكاثر الفيروسات والتفاعلات الالتهابية الشديدة.

ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء المرض يزيد القدرة على مكافحة العدوى الفيروسية

من خلال هذه الدراسة، نجح العلماء في سد الفجوة من خلال ربط ارتفاع درجة حرارة الجسم بزيادة قدرة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء أو "الميكروبات" على مكافحة العدوى.

وقام العلماء بتعريض الفئران إلى درجات حرارة مختلفة: 4 درجات مئوية، أو 22 درجة مئوية، أو 36 درجة مئوية لمدة أسبوع قبل تلقيحهم بفيروس الأنفلونزا لإجراء اختباراتهم، ترفع الفئران المعرضة للحرارة العالية درجة حرارة جسمها الأساسية إلى ما يزيد عن 38 درجة مئوية، مما يسمح لها بإنتاج المزيد من الأحماض الصفراوية بطريقة تعتمد على ميكروبات الأمعاء، ومن ناحية أخرى، ماتت غالبية الفئران المعرضة للبرد بسبب انخفاض حرارة الجسم الشديد بعد العدوى الفيروسية.

ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء المرض يمنع تكاثر الفيروسات والالتهابات الشديدة

اكتشف الفريق الذي أجرى هذه الاختبارات أن الفئران المصابة بفيروس الأنفلونزا كانت درجات حرارة أجسامها منخفضة بعد حوالي أربعة أيام من بدء العدوى وتجمعت مع بعضها لتبقى دافئة.

وبعد استبدال فيروس الأنفلونزا بفيروس كورونا، لاحظ العلماء نتائج مماثلة، وتم تأكيد نتائج الدراسة بشكل أكبر باستخدام نموذج الهامستر، ووفقاً لدراساتهم، فإن درجات حرارة الجسم التي تزيد عن 38 درجة مئوية قد تعزز مقاومة المضيف للأنفلونزا وعدوى فيروس كوفيد-19، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشفوا أن مثل هذا الارتفاع في درجة حرارة الجسم يسرع العمليات الميكروبية الحرجة في الأمعاء، والتي تنتج فيما بعد الأحماض الصفراوية الثانوية، حيث يمكن لهذه الأحماض تعديل جهاز المناعة، وحماية المضيف من الالتهابات الفيروسية. 

المصدر: مجلة Nature