حافظ على لثتك وأسنانك نظيفة، لأن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أن صحة الأسنان قد تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
مخاطر أمراض اللثة
وقالت "أنيتا فيسر" أستاذة طب الأسنان بجامعة غرونينغن بهولندا: "يجب أن يدرك الناس حقاً أن صحة الفم مهمة فعلاً".
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2017 والتي شملت ما يقرب من 28000 شخص في تايوان، أن الإصابة بأمراض اللثة، لمدة عشر سنوات أو أكثر تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، بمعدل 1.7ضعف.
العلاقة بين صحة اللثة والأسنان والإصابة بالخرف
كما وجد التحليل التلوي "الشامل" لعام 2022 لـ 47 دراسة حول هذا الموضوع أن ضعف صحة اللثة وفقدان الأسنان يرتبطان بالتدهور المعرفي والخرف.
أما عن السبب، فقد توصلت المزيد من الأبحاث إلى روابط ملموسة بين بعض بكتيريا الفم ومرض الزهايمر، وعلى وجه الخصوص، اكتشفت دراسة أجريت عام 2019 أن بكتيريا P. gingivalis، التي تسبب أمراض اللثة، ظهرت في أدمغة مرضى الزهايمر التي تم تشريحها.
وفي اختبار على الفئران، وجدت هذه الدراسة أن دخول بكتيريا الفم إلى الدماغ يبدو أنه يتسبب في ظهور الأميلويد بيتا، وهو الببتيد الذي يعتبر منذ فترة طويلة عنصراً أساسياً في الإصابة بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى تفاقم الالتهاب في الدماغ، والذي يُعتقد أيضاً أنه مرتبط بمرض الزهايمر.
سوء نظافة الفم مرتبط بخطر الإصابة بالخرف
وكما هو الحال مع مرض الزهايمر نفسه، تظل التفاصيل الطبية الدقيقة لهذا الارتباط غامضة، حيث يجد مرضى الخرف صعوبة في متابعة العناية بالأسنان، وبالتالي فإن سوء نظافة الفم قد يكون أحد الأعراض وليس سبباً بحد ذاته، ويمكن أن تكون العلاقة ثنائية الاتجاه، أي أن سوء نظافة الفم هي أحد الأعراض والأسباب في نفس الوقت.
ولهذا السبب، ليس هناك إجماع علمي على صحة هذه النظرية، ويتفق تحليل آخر لعام 2022 على أن الأدلة حتى الآن تشير إلى وجود علاقة ثنائية الاتجاه، لكنه يشير إلى أن العلاقة السببية بين أمراض اللثة ومرض الزهايمر لم يتم إثباتها بعد.
العلاقة بين أمراض اللثة ومرض الزهايمر
وقالت فيسر: "الأمر معقد حقاً، ولهذا السبب لا يمكننا أن نقول: إذا كنت تعاني من التهاب اللثة، فسوف تصاب بمرض الزهايمر، لكننا نعلم الآن أنه إذا كنت تعاني من التهاب اللثة الحاد، فإن فرصة الإصابة بمرض الزهايمر تكون أكبر".
وأضاف: "من دون إجراء قدر أكبر من الأبحاث، لا توجد استنتاجات نهائية يمكن التوصل إليها بعد، ولكن في نهاية المطاف، ليس هناك أي عذر لعدم استخدام خيط الأسنان وتنظيف أسنانك، وقد يشكرك دماغك على ذلك بالإضافة إلى أسنانك ولثتك، وكذلك الناس من حولك".
المصدر: صحيفة واشنطن بوست