المادة التي تثير الشعور بالحكة تمنع تفاقم الالتهاب في الجلد

بروتين IL-31 الذي يسبب الحكة يمنع تفاقم التهاب الجلد بروتين IL-31 الذي يسبب الحكة يمنع تفاقم التهاب الجلد

يمكن أن تكون الحكة غير مريحة، ولكنها جزء طبيعي من الاستجابة المناعية لبشرتك للتهديدات الخارجية، وعندما تشعر بالحكة نتيجة ملامسة بعض المواد مثل اللبلاب السام أو البعوض، ضع في اعتبارك أن رغبتك في الهرش ربما تطورت لتدفعك إلى القضاء على الآفات التي تحمل الأمراض.

ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة مثل الأكزيما، فإن الإحساس بالحكة يمكن أن يغذي حلقة مفرغة من الخدش التي تمنع من النوم، وتقلل من الإنتاجية وتمنع الاستمتاع بالحياة اليومية، وتحدث هذه الدورة بسبب عمل الخلايا العصبية الحسية والخلايا المناعية الجلدية معاً لتعزيز الحكة والتهاب الجلد. 

المادة التي تثير الرغبة بالحكة تقلل من التهاب الجلد

ولكن المفارقة هي أن بعض الآليات الكامنة وراء حلقة ردود الفعل هذه تمنع أيضاً تفاقم الالتهاب، فقد كشف العلماء في بحث منشور حديثاً أن نوعاً معيناً من الخلايا العصبية التي تستشعر الحكة يمكنها إيقاف دورة الالتهاب والحكة والخدش عن طريق وجود بروتين صغير، وهذا البروتين، المسمى إنترلوكين 31، أو IL-31 يشارك عادة في إثارة الحكة.

المادة التي تثير الحكة تقلل من التهاب الجلد

حلقة ردود الفعل السلبية هذه، مثل الحلقة المفرغة، تحدث فقط لأن النهايات العصبية المستشعرة للحكة في جلدك تتشابك بشكل وثيق مع ملايين الخلايا التي تشكل الجهاز المناعي لبشرتك.

البروتين المرتبط بالشعور بالحكة يعمل على تنشيط الخلايا المناعية

البروتين IL-31 هو مفتاح العلاقة بين الجهاز العصبي والمناعي، حيث يتم إنتاج هذا الجزيء بواسطة بعض الخلايا المناعية، ومثل العناصر الأخرى في عائلة هذه الجزيئات، فهو يتخصص في مساعدة الخلايا المناعية على التواصل مع بعضها البعض.

نادراً ما يوجد IL-31 في الجلد أو الدم لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ من الأكزيما أو الحساسية أو الربو أو الحالات ذات الصلة، لكن أولئك الذين يعانون من بعض الحالات مثل الأكزيما التي تسبب حكة مزمنة لديهم زيادة كبيرة في إنتاج الجلد للإنترلوكين 31، كما أن هناك أدلة قوية على أن IL-31 هو واحد من مجموعة صغيرة من البروتينات التي تنتجها الخلايا المناعية والتي يمكن أن ترتبط مباشرة بالخلايا العصبية الحسية وتسبب الحكة، ويؤدي حقن كميات صغيرة من IL-31 مباشرةً في الجلد أو السائل الشوكي إلى الشعور بالحكة فوراً.

بروتين IL-31 الذي يسبب الحكة يمنع تفاقم التهاب الجلد

ومع ذلك، عندما قام الباحثون بتحريض الطفح الجلدي في الفئران عن طريق تعريضها لعث الغبار، وجدوا أن الخلايا العصبية المستشعرة للحكة رفضت الاتصال بالالتهاب في موقع الحكة بدلاً من تعزيزه، لقد فعلوا ذلك عن طريق إفراز جزيئات صغيرة تسمى الببتيدات العصبية، والتي في هذا السياق، وجهت الخلايا المناعية للاستجابة بحماس أقل، وباختصار، لقد اكتشفنا وجود علاقة عكسية بين الحكة والتهاب الجلد، مرتبطة بجزيء واحد.

البروتين المرتبط بالشعور بالحكة يعمل على تنشيط الخلايا المناعية

ولكن إذا كان IL-31 يسبب الحكة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الالتهاب عن طريق جعل المرضى يحكون جلدهم، فكيف يقلل الالتهاب؟

وجد الباحثون الإجابة على هذه المفارقة في وظيفة غير معروفة للخلايا العصبية الحسية تسمى الالتهاب العصبي، حيث يحفز هذا المنعكس العصبي الخلايا العصبية الحسية لإطلاق جزيئات الإشارة المختلفة مباشرة في الأنسجة، بما في ذلك الببتيدات العصبية المحددة التي تعزز علامات الالتهاب مثل زيادة تدفق الدم إلى الجلد، ويعمل الالتهاب العصبي داخل نفس الأعصاب التي تنقل المعلومات الحسية مثل الحكة والألم واللمس ودرجة الحرارة، ولكنه يختلف باختلاف المسار الذي يسلكه: بعيداً عن الدماغ وليس باتجاهه.