سقطت الإمبراطورية الرومانية منذ أكثر من 1500 عام، لكن ذكرياتها لا تزال موجودة في الخيال الشعبي، كما يتضح من الترند الجديد على تطبيق تيك توك، حيث بدأت النساء بتصوير الرجال في حياتهم لتوثيق إجاباتهم على سؤال بسيط: كم مرة فكرت في الإمبراطورية الرومانية؟
الإمبراطورية الرومانية لاتزال حاضرة في أذهان الناس
وقال أحد الأشخاص: "أعتقد، من الناحية الفنية، كل يوم تقريباً"، وكانت صديقته تصرخ بدهشة "ماذا تقول؟"، ولكن هذا الشاب لم يكن الوحيد، كما أوضح ذلك سيل من منشورات تويتر، ومقاطع إنستغرام، والمقالات الإخبارية، فأثناء القيادة على الطريق السريع، لا يستطيع بعض الرجال إلا أن يفكروا في شبكة الطرق الواسعة التي بناها الرومان، والتي لا يزال بعضها قيد الاستخدام حتى اليوم، كما كان الرومان هم أول من بنى نظام القنوات المائية، المبني من الخرسانة التي يمكن أن تصبح صلبة تحت الماء.
اهتمام الناس بسقوط الإمبراطوريات القديمة
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الناس منبهرين بصعود وسقوط الإمبراطوريات القديمة، بغض النظر عن ديناميكيات النوع الاجتماعي، وجزء مهم من دوافع هذا الاهتمام هو السؤال: كيف يمكن لإمبراطورية كبيرة جداً ومتطورة جداً أن تفشل؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل يمكن أن يحدث لنا شيء مماثل؟ بسبب حرائق الغابات المتكررة، والعنف السياسي، وانخفاض ثقة الشعوب في الحكومات إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، لا يبدو من المستبعد أن تنهار أمريكا مثلاً.
انهيار الحضارات الناجم عن تغير المناخ
لقد انتشرت نظريات الانهيار الناجمة عن تغير المناخ في السنوات الأخيرة، بتشجيع من بعض المقالات والكتب مثل كتاب جاريد دايموند الصادر عام 2005 بعنوان "الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح"، فعلى سبيل المثال، انهارت الإمبراطورية الرومانية خلال موجة من الانفجارات البركانية، التي أدت إلى فترة من البرودة التي عجلت بأول جائحة من الطاعون الدبلي، وارتبط تراجع حضارة المايا القديمة في أمريكا الوسطى بجفاف كبير، كما يرجع سقوط معبد أنغكور وات، في كمبوديا الحديثة، إلى فترة من التقلبات العنيفة بين الجفاف والفيضانات الموسمية، ولهذا السبب، وإذا كانت الأشكال البسيطة من تغير المناخ قد أدت إلى انهيار هذه الامبراطوريات العظيمة، فكيف يفترض بنا أن ننجو من التحولات الأكثر جذرية اليوم؟
كيف يؤثر تغير المناخ على انهيار المجتمعات؟
إن التركيز بشكل وثيق للغاية على الكوارث يمكن أن يؤدي إلى رؤية منحرفة للماضي، فهو يتجاهل المجتمعات التي تعرضت لكارثة بيئية ونجحت في تجاوزها سليمة، حيث وجدت مراجعة للدراسات في عام 2021 أن 77% من الدراسات التي حللت التفاعل بين تغير المناخ والمجتمعات أكدت على الكوارث، في حين ركز 10% فقط على القدرة على الصمود، ومع ذلك، لا يمكن أن نجزم بأن تغير المناخ لن يسبب كوارث هائلة للبشرية ككل.
المصدر: موقع Gizmodo