تم العثور على قارة أرغولاند المفقودة التي انفصلت عن أستراليا قبل 155 مليون سنة، والتي يبدو أنها لم تترك أي أثر جيولوجي، حيث تركت الانقسامات القارية السابقة وراءها سلاسل جبلية أو علامات جيولوجية أخرى على زوالها ليكتشفها العلماء، ولكن حتى الآن، ظل لغز أرغولاند دون حل.
اكتشاف قارة مفقودة منذ ملايين السنين
شعر الباحثون بالراحة بعد هذا الاكتشاف المثير، لأنهم كانوا يخشون أن القدرة السحرية التي تتمتع بها القارة على الانفصال والاختفاء دون أثر من شأنها أن تقلب جوانب مهمة من فهمهم العلمي للماضي الجيولوجي المعقد للأرض.
ليست أرغولاند هي القارة الأولى التي تختفي، ففي بحثهم المنشور، أشار الفريق الذي حدد موقع ما تبقى من القارة التي انفصلت عن أستراليا واتجهت شمال غرب باتجاه آسيا، إلى أن تفكك القارات عن غيرها واختفاءها في عباءة الأرض هو أمر حدث من حين لآخر في الماضي، ومع ذلك، في تلك الحالات، مثل القارة المفقودة في أدريا الكبرى، حيث ترك زوال مثل هذه الكتلة الأرضية الضخمة علامة لا لبس فيها على مصدرها.
لغز قارة أرغولاند المفقودة
وقال الفريق في البيان الصحفي الذي أعلن فيه عن الاكتشاف: "في مرحلة ما في الماضي، غرقت منطقة أدريا الكبرى في عباءة الأرض، لكن الطبقة العليا بقيت مكانها وتم طيها لتشكيل جبال جنوب أوروبا"، ومثل أدريا الكبرى، كان هناك ما يكفي من الأدلة الملموسة على انفصال أرغولاند عن أستراليا بحيث تم قبول هذا الحدث كحقيقة، ومع ذلك، يبدو أن هذه القارة المفقودة فعلت ذلك واختفت في عباءة الأرض دون أن تترك أي أثر.
كيف تم تحديد موقع قارة أرغولاند المفقودة؟
ووفقاً لفريق البحث، كان المفتاح هو تحديد أعمار عدة قطع من طبقات الصخور، أو الشظايا، من القارة المفقودة ومقارنة تواريخ وصولها إلى منطقة جنوب شرق آسيا، وشمل ذلك قيام الباحثين بجمع العينات يدوياً في سومطرة وباقي الجزر.
وكشفت نتائجهم المذهلة أيضاً عن السبب الذي جعل الآخرين يواجهون صعوبة كبيرة في تحديد موقع قارة أرغولاند المفقودة في المقام الأول، وذلك أنها انقسمت إلى العديد من القطع بدءاً من 300 مليون سنة تقريباً، ثم بدأت تلك القطع في مسيرة منفصلة ولكن منسقة نحو الشمال الغربي واستمرت الرحلة ملايين السنين، مما جعلها تبدو "مفقودة".
المصدر: جامعة Utrecht