المسارات البيولوجية الرئيسية المسؤولة عن التقدم بالعمر

علوم

الأنماط البيولوجية الرئيسية المسؤولة عن الشيخوخة والتقدم بالعمر

2 تشرين الثاني 2023 16:35

الشيخوخة جزء لا مفر منه من التجربة الإنسانية، ولكن لا تتقدم جميع أجزاء الجسم في العمر بنفس الطريقة وبنفس الوتيرة.

حدد الباحثون في جامعة ستانفورد أربعة أنماط بيولوجية للشيخوخة، وهي ما يمكن أن يسمى بطريقة التقدم في العمر أو الأنماط العمرية، وهي تفسر سبب تغير أجزاء معينة من أجسام بعض الأشخاص مع مرور الوقت بشكل مختلف عن الآخرين.

وتشمل الأنواع الأربعة عملية التمثيل الغذائي والجهاز المناعي والكبد والكلى. 

لماذا تظهر أعراض التقدم في العمر على البعض؟

قد يكون العمر الزمني للشخص 40 عاماً ولكن عمر الجهاز المناعي 45 عاماً مما يعرضه لخطر أكبر للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، في حين أن النمط العمري الكبدي من المحتمل أن يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد مثل تليف الكبد.

قام فريق من خبراء علم الوراثة بمحاولة فهم سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة لمختلف الاضطرابات المرتبطة بالشيخوخة طوال حياتهم، وهي معلومات يقولون أنها يمكن أن تمنح الأشخاص فرصة أفضل للوقاية من تلك المشكلات الصحية مع تقدمهم في السن.

كيف يتقدم الأفراد في العمر؟

وبدأ الباحثون في جامعة ستانفورد في تحديد كيفية تقدم الأفراد في العمر على المستوى الجزيئي مع مرور الوقت في واحدة من الدراسات الوحيدة من نوعها التي تتبع نفس المواضيع والطرق التي تتغير بها أجسامهم بمرور الوقت.

وقال الدكتور "مايكل سنايدر" رئيس قسم علم الوراثة في كلية الطب بجامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي لتقرير الأنماط العمرية: "إن دراستنا تعطي رؤية أكثر شمولاً لكيفية تقدمنا في العمر من خلال دراسة مجموعة واسعة من الجزيئات وأخذ عينات متعددة عبر السنين من كل مشارك".

"نحن قادرون على رؤية أنماط واضحة لكيفية تجربة الأفراد للشيخوخة على المستوى الجزيئي، وهناك قدر كبير من الاختلاف بين الأشخاص".

المسارات البيولوجية الرئيسية المسؤولة عن التقدم بالعمر

تمكن الباحثون من تحديد أربعة مسارات بيولوجية رئيسية يمكن أن تفسر سبب تدهور بعض أجزاء الجسم عند بعض الأشخاص بشكل أسرع من غيرها، وكيف يمكنهم اتخاذ إجراءات وقائية في وقت مبكر من حياتهم.

تابع الفريق 43 رجلاً وامرأة يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 34 و 68 عاماً لمدة عامين، وأخذ الباحثون عينات من البراز والدم والمواد الوراثية والميكروبات والبروتينات وغيرها من المنتجات الثانوية للعمليات الأيضية على مدار خمس زيارات على الأقل وتتبعوا مستويات الجزيئات البيولوجية مع مرور الوقت.

ومن خلال تتبع كيفية تغير العينات بمرور الوقت، حدد الفريق 608 جزيئات يمكن استخدامها للتنبؤ بما قد يساهم في المشكلات الصحية المرتبطة بالعمر.

التقدم بالعمر المرتبط بالتمثيل الغذائي

فالشخص الذي نمطه العمري هو التمثيل الغذائي لديه احتمال أكبر مع تقدمه في السن أن يعاني من مشاكل صحية تؤثر على عملية التمثيل الغذائي، وهو نظام مضبوط بدقة من التفاعلات الكيميائية في الجسم الذي يحول الطعام إلى وقود للعديد من العمليات البيولوجية في الجسم.

ومن المرجح أن يواجه أصحاب النمط العمري الأيضي مشكلة في إدارة مستويات السكر في الدم ويكونون أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب ومقاومة الأنسولين والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة، وقد يكون الأشخاص الذين يتمتعون بنمط الشيخوخة الأيضية أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في سنواتهم الأخيرة، في حين قد يكون لديهم في الوقت نفسه جهاز مناعي لشخص أصغر سناً وأقوى بكثير.

التقدم بالعمر المرتبط بجهاز المناعة

يشير النمط العمري المناعي إلى الشخص الذي يشيخ جهازه المناعي بسرعة أكبر من بقية الجسم، حيث تتراكم في هذه الأنماط العمرية علامات أكثر لالتهاب الجسم بأكمله، وهو استجابة لمقاومة الجسم لمسببات الأمراض الضارة والمركبات السامة مثل الجذور الحرة التي تغزو الجسم.

وقد يكون هؤلاء الأشخاص أيضاً أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الناجمة عن استجابة الجهاز المناعي المفرطة لخلايا الجسم، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والسكري من النوع الأول، والتصلب المتعدد.

الشيخوخة المرتبطة وظائف الكبد

أما النمط العمري الكبدي فهو النمط الذي يشيخ فيه الكبد بشكل أسرع من بقية الجسم، وترتبط هذه الشيخوخة بتدهور وظائف الكبد، بما في ذلك انخفاض تدفق الدم إلى الكبد. 

المصدر: موقع Daily Mail