العلاقة بين عدوى داء المقوسات والضعف لدى كبار السن

علوم

طفيلي تحمله القطط يتسبب في تسريع الضعف والتدهور المعرفي والجسدي المرتبط بالتقدم بالعمر

8 تشرين الثاني 2023 14:55

من المعروف أن الطفيلي وحيد الخلية "التوكسوبلازما غوندي" أو المقوسة الغوندية يسبب الكثير من المخاطر لدى المضيفين من حيث تسهيل انتقال العدوى، ويمكن أن يسبب حالات عقلية وجسدية خطيرة، ولكن الآن أصبحت هذه الحشرة الصغيرة التي تعيش وتزدهر في القطط، عن طريق تناول الجرذان والطيور، متورطة بتسريع التدهور المعرفي والجسدي "الضعف" المرتبط بالعمر.

عدوى داء المقوسات

أصيب حوالي 11-15% من الأشخاص في الولايات المتحدة، عن قصد أو عن غير قصد، بالعدوى بالمقوسة الغوندية خلال حياتهم، ويمكن لهذا الطفيلي أن يعيش في المضيف البشري لفترة طويلة، أو حتى مدى الحياة، ولكن بسبب الجهاز المناعي في الجسم، يجب أن يعاني الشخص السليم من أعراض قليلة جداً، إن وجدت.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 40 مليون أمريكي يحملون هذا الطفيلي، وتُعرف هذه الحالة بعدوى داء المقوسات، ولكن حتى لو ظل المرض خاملاً وبدون أعراض إلى حد كبير، يعتقد العلماء أنه قد يكون مسؤولاً جزئياً عن تسارع الضعف المرتبط بالعمر، ليس من خلال العدوى نفسها ولكن بسبب استجابة الجهاز المناعي للجسم لها.

العلاقة بين عدوى داء المقوسات والضعف لدى كبار السن

وقد ربط الباحثون في جامعة كولورادو بولدر، وكلية الطب بجامعة ميريلاند، وجامعة لاكورونيا في إسبانيا، لأول مرة، بين هذه العدوى والضعف لدى كبار السن.

وقال كريستوفر لوري، المؤلف المشارك، والأستاذ في قسم علم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو بولدر: "كثيراً ما نعتقد أن عدوى المقوسة الغوندية لا تسبب أعراض نسبياً، لكن هذه الدراسة تسلط الضوء على أنه بالنسبة لبعض الأشخاص قد يكون لها عواقب صحية كبيرة في وقت لاحق من الحياة".

الضعف المرتبط بالتقدم بالعمر

الضعف هو متلازمة الشيخوخة التي تتميز بالتدهور الجسدي والمعرفي، وهي حالة معقدة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن والإرهاق، وانخفاض النشاط البدني بالإضافة إلى زيادة حالات السقوط وزيارات المستشفى، كما تستمر فترة التعافي من الأمراض لفترة أطول، وعلى الرغم من أن هذه الأعراض ليست أمراً حتمياً، إلا أن حوالي 10٪ من السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق سيتم تشخيصهم بالضعف، ويقفز هذا العدد إلى ما بين ربع ونصف أولئك الذين تبلغ أعمارهم 85 عاماً وأكثر.

عدوى المقوسة الغوندية تزيد التدهور الجسدي والمعرفي المرتبط بالعمر

وبالبحث عن مدى انتشار عدوى المقوسة الغوندية بين كبار السن الذين يعانون من الضعف، افترض العلماء أن الإصابة بهذه العدوى نفسها قد تؤدي إلى المزيد من التدهور الجسدي والمعرفي المرتبط بالعمر.

ولكن في دراستهم التي أجريت على 601 بالغاً من إسبانيا والبرتغال، والذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً مع مؤشرات صحية تشير إلى الضعف، وجد الباحثون أن 67% من المشاركين كانوا إيجابيين مصلياً لهذه العدوى، أو أظهروا تراكماً للأجسام المضادة نتيجة لعدوى سابقة بالمقوسة الغوندية، وعلى هذا النحو، لم يجدوا صلة بالعدوى، لكنهم رأوا أن أولئك الذين لديهم كثافة مصلية أعلى، أي تركيز أكبر من الأجسام المضادة الخاصة بهذا الطفيلي، كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ لعلامات الضعف.

طفيلي تحمله القطط يسبب تسريع الالتهاب المرتبط بالشيخوخة

وقالت "بلانكا لافون" المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة علم الأحياء النفسي في جامعة كاليفورنيا: "هذه الدراسة مهمة لأنها تقدم، ولأول مرة، دليلاً على وجود صلة بين الضعف لدى كبار السن وشدة الاستجابة لعدوى المقوسة الغوندية".

والأهم من ذلك، أن المشاركين الضعفاء ذوي الإيجابية المصلية العالية لديهم أيضاً علامات التهاب مرتفعة، مما يشير إلى أنه عندما يثير الطفيلي هذه الاستجابة المناعية، فإنه يؤدي أيضاً إلى تسريع الالتهاب المرتبط بالفعل بالشيخوخة. 

المصدر: مجلة Gerontology