قضاء وقت طويل على الإنترنت يزيد أعراض القلق لدى الفتيات المراهقات بخلاف الذكور

علوم

استخدام الإنترنت لفترات طويلة يعزز أعراض اضطرابات القلق لدى الفتيات المراهقات

14 تشرين الثاني 2023 12:00

اكتشف الباحثون أن الفتيات المراهقات اللاتي أمضيَّن وقتاً أطول على الإنترنت في سن 15 عاماً، كنَّ أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطرابات القلق المتزايدة، سواء العامة أو الاجتماعية، وذلك في سن 17 عاماً.

ومع ذلك، لم يكن العكس صحيحاً، إذ لم تسبب أعراض القلق في سن 15 عاماً زيادة استخدام الإنترنت في سن 17 عاماً لكل من الأولاد والبنات، ونشرت النتائج في مجلة تقارير الطب الوقائي.

اضطراب القلق العام GAD

اضطراب القلق العام، الذي يُشار إليه غالباً باسم GAD، هو شكل مزمن وشائع من القلق، حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام، من القلق والقلق المفرط، الذي لا يمكن السيطرة عليه بشأن جوانب مختلفة من حياتهم، بما في ذلك الأحداث اليومية والتوقعات المستقبلية، ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام من صعوبة في التحكم في قلقهم أو إيقافه، حتى عندما يدركون أن قلقهم زائد أو غير عقلاني.

اضطراب القلق الاجتماعي SAD

ومن ناحية أخرى، يتميز اضطراب القلق الاجتماعي، المعروف أيضاً باسم SAD أو الرهاب الاجتماعي، بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، والقلق المستمر بشأن الحكم على الشخص أو إحراجه أو إذلاله أمام الآخرين، ويمكن أن يتداخل الخوف من المواقف الاجتماعية مع قدرة الشخص على تكوين العلاقات، وحضور المناسبات الاجتماعية، ومتابعة الفرص التعليمية أو المهنية، والاستمتاع بحياة اجتماعية جيدة.

ارتباط استخدام الإنترنت بتطور أعراض اضطرابات القلق لدى المراهقات

ربطت الدراسات بين قلق المراهقين المبكر ومجموعة من القضايا التي تتراوح بين تعاطي المخدرات والمشاكل الأكاديمية، والجدير بالذكر أن غالبية اضطرابات القلق تتجذر بين مرحلة المراهقة المبكرة ومرحلة البلوغ المبكر.

مما يجعل هذه الفترة حاسمة لفهم تطور القلق، وبالتوازي مع هذا القلق، هناك ارتفاع في الوقت الذي يقضيه المراهقون أمام الشاشات، وخاصة استخدام الإنترنت، والذي ارتفع بعد الوباء.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين زيادة وقت الشاشة ومستويات أعلى من الأعراض السلبية وانخفاض الرفاهية بين المراهقين، ومع ذلك، ظل هذا الارتباط غير واضح بسبب القيود في تصاميم الدراسة.

وبسبب الحاجة إلى استكشاف أكثر شمولاً، يهدف مؤلفو الدراسة الجديدة إلى التحقق من الارتباط ثنائي الاتجاه بين استخدام الإنترنت وتطور أعراض القلق العام والاجتماعي، مع مراعاة الفروق بين الجنسين.

استخدمت الدراسة البيانات التي تم جمعها بين عامي 2013 و2015 من دراسة كيبيك لنمو الطفل، والتي شملت عينة من 2837 رضيعاً ولدوا بين عامي 1997 و1998 في (كيبيك) الكائنة في كندا، واختار الباحثون 1324 مشاركاً لديهم بيانات تتعلق بالحالة الاجتماعية والاقتصادية واستخدام الإنترنت وأعراض القلق.

تم سؤال المشاركين عن استخدامهم للإنترنت في سن 15 و17 عاماً، مع تحديد الوقت الذي يقضونه على الإنترنت أسبوعياً في أنشطة مختلفة مثل الألعاب وعمليات البحث والدردشة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتم الإبلاغ عن أعراض القلق العام والاجتماعي ذاتياً في نفس الأعمار باستخدام استبيانات محددة.

استخدام الإنترنت في سن 15 مرتبط بزيادة أعراض القلق العام لدى الفتيات

ووجدت الدراسة أن استخدام الإنترنت في سن 15 عاماً يرتبط بزيادة أعراض القلق العام عند سن 17 عاماً للفتيات، ولكن لم يتم ملاحظة هذا التأثير لدى الذكور، وكانت الفتيات اللاتي أمضين وقتاً أطول على الإنترنت في سن 15 عاماً أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق العام عند سن 17 عاماً، ومع ذلك، لم يكن العكس صحيحاً ولم تتنبأ أعراض القلق العام في عمر 15 عاماً بالإفراط في استخدام الإنترنت عند عمر 17 عاماً لأي من الجنسين، ونفس النتائج تنطبق على أعراض القلق الاجتماعي.

المصدر: مجلة تقارير الطب الوقائي