شهر تشرين الثاني هو الشهر الوطني للتوعية بداء السكري في بعض البلدان، حيث أصبح هذا المرض منتشراً بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، ولكن كيف يحدث هذا المرض، وهل يمكن الوقاية منه؟
لقد حان الوقت للتفكير في ماهية مرض السكري فعلياً، ولماذا يجب أن نهتم به، وكيف يمكن علاجه، لأن مرض السكري، أو داء السكري من الناحية الفنية، يؤثر الآن على حوالي 10% من الناس، مع تزايد الأعداد سنوياً.
أنواع مرض السكري
هناك عدة أشكال من مرض السكري، وأكثرها انتشاراً هو "النوع 1"، وهو مرض مناعي ذاتي يتم فيه تدمير خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، و"النوع 2"، حيث يكون الأشخاص مقاومين لتأثيرات الأنسولين أو غير قادرين على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للتغلب على تلك المقاومة، ومع ذلك، فإن غالبية مرضى السكري لديهم النوع الثاني، بنسبة 90% تقريباً، مقارنة بالنوع الأول.
وتشمل الأشكال الأخرى مرض السكري الحملي، الذي يصيب النساء الحوامل وهو عامل خطر للإصابة بمرض السكري من النوع 2 في وقت لاحق، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الوراثية النادرة.
عوامل الإصابة بمرض السكري
هناك عامل وراثي قوي في مرض السكري من النوع 1 والنوع 2، حيث يمثل تاريخ العائلة عامل خطر كبير، وبعض الأفراد لديهم أيضاً مخاطر أعلى بناءً على عرقهم، وأبرزهم الأشخاص من أصل أفريقي أو عربي أو آسيوي، ومع ذلك، فإن التفاعل مع البيئة يلعب أيضاً دوراً مهماً في تطور مرض السكري من النوع الثاني، على وجه الخصوص.
وبالتالي، فإن زيادة الوزن أو السمنة تعد عامل خطر كبير لتطور مرض السكري من النوع 2، حيث يعاني حوالي 85٪ من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 من زيادة الوزن أو السمنة.
تساهم زيادة الوزن والسمنة في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عن طريق تقليل قدرة الخلايا على امتصاص سكر الدم، الغلوكوز، من الدم استجابة للأنسولين، والذي يسمى مقاومة الأنسولين، ويمكن أن يحدث هذا بعدة طرق، على الرغم من أن إنتاج الهرمونات الالتهابية عن طريق زيادة كتلة الدهون لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هو عامل مهم.
التأثير المهم هو زيادة مستويات الغلوكوز في الدم والتي بدورها تمارس الطلب على خلايا بيتا البنكرياسية لإنتاج المزيد من الأنسولين، وإذا تمكنت خلايا بيتا من "الارتقاء إلى مستوى التحدي"، فسيتم الحفاظ على مستويات السكر في الدم شبه الطبيعية، ومع ذلك، عندما تكون خلايا بيتا غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الأنسولين، يحدث مرض السكري.
مرض السكري السبب الرئيسي للإصابة بالعمى
ولسوء الحظ، ترتبط الزيادات المزمنة في مستويات الغلوكوز في الدم بعدد من المشاكل الخطيرة، حيث يسبب ارتفاع نسبة الغلوكوز على المدى الطويل في 30% من السكتات الدماغية، و50% من حالات الفشل الكلوي التي تتطلب غسيل الكلى، و70% من حالات بتر الساق أو القدم غير المؤلمة مما يؤدي إلى انخفاض في العمر الافتراضي من 5 إلى 15 عاماً، ويعد مرض السكري أيضاً السبب الرئيسي للإصابة بالعمى.