أصبحت الطرق السريعة بين المدن هي الشرايين الواسعة والسمة المميزة لمعظم المناطق الحضرية، حيث يؤدي التدفق المستمر للسيارات إلى نشر التلوث في الأحياء المجاورة.
المخاطر الصحية لتلوث الهواء
لقد بدأ الباحثون للتو في فهم المخاطر الصحية التي يشكلها كل هذا التلوث، حيث تم ربط التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء المرتبط بحركة المرور، وهو " مزيج معقد من الغازات الناتج عن عوادم السيارات وتآكل الفرامل والإطارات وغبار الطريق"، بزيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والربو وسرطان الرئة والوفاة.
تنفس الهواء في ساعة الذروة يزيد من ضغط الدم
تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة واشنطن إلى أن هذه المخاطر الصحية تظهر أيضاً لدى الأشخاص الذين يسافرون على الطرق المزدحمة والطرقات السريعة، حيث وجدت دراسة نشرت، يوم أمس في 28 تشرين الثاني، في مجلة "حوليات الطب الباطني" أن استنشاق الهواء غير المفلتر الناتج عن حركة المرور في ساعة الذروة يزيد بشكل كبير من ضغط دم الركاب، سواء أثناء وجودهم في السيارة أو بعد مرور 24 ساعة.
ارتفاع ضغط الدم مرتبط بتلوث الهواء على الطرقات السريعة
وقال جويل كوفمان، طبيب من جامعة ويسكونسن وأستاذ علوم الصحة البيئية والمهنية الذي قاد الدراسة: "يمتلك الجسم مجموعة معقدة من الأنظمة لمحاولة الحفاظ على ضغط الدم في دماغك كما هو طوال الوقت، إنه نظام معقد للغاية ومنظم بإحكام، ويبدو أنه في مكان ما، في إحدى هذه الآليات، يتداخل تلوث الهواء المرتبط بالمرور مع ضغط الدم".
ووجدت تجربة سابقة أجراها مختبر كوفمان أن التعرض لأبخرة عوادم سيارات الديزل يزيد من ضغط الدم في بيئة خاضعة للرقابة، وتم تصميم دراسة حركة المرور على الطرق لاختبار هذه النتيجة في بيئة واقعية من خلال عزل آثار تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور.
قام الباحثون بقيادة السيارات بصحبة المشاركين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و 45 عاماً عبر حركة المرور في ساعة الذروة في سياتل أثناء مراقبة ضغط الدم لديهم، وفي رحلتين من القيادة، تم السماح لهواء الطريق غير المفلتر بالدخول إلى السيارة، وفي الجولة الثالثة، تم تجهيز السيارة بمرشحات HEPA عالية الجودة التي تعزل 86% من الجسيمات الملوثة، لم يعرف المشاركون ما إذا كانوا في رحلة جوية نظيفة أم رحلة جوية على الطريق.
تأثير الهواء الملوث على ضغط الدم يشبه في نتائجه اتباع نظام غذائي عالي الصوديوم
أدى استنشاق الهواء غير المفلتر ( الهواء الملوث) إلى زيادة صافية في ضغط الدم بأكثر من 4.50 ملم زئبقي مقارنةً بتنفس الهواء المفلتر، وحدثت الزيادة بسرعة، وبلغت ذروتها بعد حوالي ساعة من القيادة وظلت ثابتة لمدة 24 ساعة على الأقل، ولم يختبر الباحثون بعد علامة الـ 24 ساعة، لكنهم أكدوا أن حجم الزيادة في ضغط الدم مشابه لتأثير اتباع نظام غذائي عالي الصوديوم.
المصدر: مجلة حوليات الطب الباطني