إن إصابة إصبع قدمك هو المثال الأفضل للألم غير المتناسب، فعندما يصطدم إصبعك بالزاوية القاسية للطاولة، قد تشعر كما لو أن قدمك قد انفجرت، وبعد خمس دقائق يزول الألم تماماً، ونظراً لشدة الشعور بهذا الأمر البسيط، فقد جعلنا هذا نتساءل: هل يمكن للألم أن يقتلك؟ وهل يمكن أن تموت من الألم الشديد؟
كيف يحدث الشعور بالألم؟
البشر حساسون للغاية بسبب شبكة معقدة من الأعصاب التي تمتد في جميع أنحاء الجسم، ويمكن لأعصابنا، المليئة بمستقبلات الألم التي تكتشف الخطر، أن تلتقط التغيرات في درجة الحرارة أو التوازن الكيميائي أو الضغط، لكن الألم لا تشعر به تلك الأعصاب، لأن الألم يستشعره الدماغ.
عندما تضرب إصبع قدمك فإن الألم لا يكون في الواقع في إصبع قدمك، الألم هو نتيجة قيام الدماغ بتقييم المعلومات، والجمع بين المعلومات الحسية والتوقعات بناءً على التعرض السابق للألم.
وهذا يعني أنه عندما ينتج الدماغ الألم، فإنه يختار الموقع بناءً على "أفضل سيناريو"، وفي العادة، يصحح الدماغ الأمر، لكن في بعض الأحيان لا يفعل ذلك، كما في حالة الألم الرجيع الذي يمكن أن يخبرك بأن الألم في كتفك بينما هو في الواقع ناتج عن خطأ ما في البطن، على سبيل المثال.
لذلك، إذا كان الألم هو في الأساس تفسير المعلومات من قبل الدماغ، فهل يمكن للألم أن يقتلك؟
هل يمكن للألم أن يقتلك؟
الألم في حد ذاته لا يمكن أن يقتلك، ولكن آثاره البدنية يمكن أن تقتلك، وليس من المستغرب أن يكون الألم أحد الأعراض الأعلى لمجموعة من الأمراض والإصابات التي قد تكون مميتة، والفيروسات هي أحد الأمثلة هنا.
الألم المرتبط بالالتهاب
وقالت الدكتورة "فرانزيسكا دينك" وهي محاضرة بارزة في جامعة كينغز لندن: "عندما تصاب بفيروس، يتفاعل جهازك المناعي لحماية جسمك، إنها تسبب الالتهاب، والألم هو أحد العلامات الأساسية لهذا الالتهاب".
وأوضحت دينك "ينتج الألم عن الأعصاب الموجودة في جسمك التي تستشعر أن خلاياك المناعية نشطة وبالتالي فإن جسمك يتعرض للهجوم، وتتفاعل الأعصاب عن طريق إرسال إشارات إلى دماغك لتشجيعك على الراحة وعدم التحرك كثيراً حتى يقوم الجهاز المناعي بعمله ويختفي الالتهاب".
وبغض النظر عن الأمراض أو الإصابات الكامنة التي تسبب انزعاجاً شديداً، يمكن أن يساهم الألم أيضاً في زيادة خطر وفاة الشخص بسبب الضغط الذي يفرضه على الجسم.
مخاطر الشعور بالألم
ويمكن لنوبات الألم مثل هذه أن تدفع معدل ضربات قلب الشخص إلى أكثر من 100 نبضة في الدقيقة وتتسبب في ارتفاع خطير في ضغط الدم، وهو أمر مدمر بشكل خاص في المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية موجودة، وتتفاقم هذه الأمراض من خلال تأثير جانبي آخر وهو الألم الشديد.
لذلك، وفي حين أن الألم في حد ذاته ليس سبباً مباشراً للوفاة، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على نتائج المريض إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح، ولحسن الحظ، فإن مجال التخدير يعني أنه يمكننا منع حتى الألم الشديد، مما يسمح للجراحين بفتح الجرح دون أن يشعر المريض بأي شيء.
المصدر: موقع IFLScience